للمعمرين، وكبار السن في بلادنا.. ممن يعملون في الزراعة حساباتهم في أعمال الزراعة إلى حد أن لهم مصطلحات زراعية لا يعيها ولا يفهمها، و لا يحفظها الجيل الابن، والحفيد إلا من ارتبط منهم بالأرض والزراعة، هذه المعارف والحسابات الزراعية لم تأت اعتباطاً...بل هي حصيلة معرفة، وخبرة اكتسبها جيل الآباء من آبائهم ومن خبرتهم في العمل الزراعي طيلة أعمارهم...وعلى كل حال فخبرتهم المكتسبة من الأجداد ومن ممارستهم وعملهم في الزراعة منحتهم القدرة، والكفاءة، والخبرة في توقعاتهم الزراعية ..إن خيراً فخير كثير وإن جدباً فجدب. من أحاديث المزارعين التي تعودنا على سماعها ...حكاية سقوط الأمطار في وقت مبكر، قبل حلول الصيف، ويسمون ذلك ب«مبكر» أي سقوط الأمطار في وقت مبكر في «مارس نيسان أو أبريل آذار» وهي أمطار «ربيعية» فشهر مارس، وأبريل من الأشهر الربيعية ..ونزول الأمطار فيهما يعني سقوط الأمطار مبكرة، ويستبشر به المزارعون ..لأنهم من خلال تجربتهم عبر سنين لمسوا أن سقوط الأمطار الربيعية في مارس وأبريل يعد مؤشراً على أن السنة سوف تكون وافرة الأمطار خلال فصل الصيف الذي هو فصل المطر الحقيقي في اليمن ، أما إذا مر شهر مارس وأبريل دون سقوط مطر فيرون أن ذلك بشرى غير سارة لأن فصل المطر الأساسي “الصيف” ستكون أمطاره خفيفة غير موفورة ..مما يجعل الموسم الزراعي ضعيفاً، وإنتاجه غير وفير ..لا يعوض حتى الخسارة ..هذا اعتقاد سائد، وراسخ في العقيدة الزراعية لدى المزارعين اليمانيين وانعكس ذلك على الثقافة الزراعية وتحول إلى مهاجل، ومغارد، وأغنيات، وأشعار، وحكم تردد، وتغنى من قبل الكبار والصغار في الريف اليمني الذي ما زال يعيش معظمه على الزراعة وحياتهم«يسراً، وعسراً» ترتبط بالمواسم الزراعية وفرة وقلة وهي كذلك حتى اليوم. فاليوم هناك من يردد أن السنة سنة خير زراعي وفير ، فنزول المطر في وقت مبكر «مارس، وأبريل» وهذا ما نسمعه من الأخبار ونلمسه في العديد من المحافظات هو ما يسميه المزارعون “مبكر” أي أن السنة هذه ستكون وفيرة المطر، وبالتالي ستكون الزراعة، والموسم الزراعي وفير الإنتاج ، الأمر الذي سوف يخفف على البلاد والناس الكثير من الأعباء ويعم الخير على الجميع «زراعياً ورعوياً» فاللهم اجعلها بداية لسني الخير. ما نأمله هو أن تكون الأمطار هذه هي بداية لدخول اليمن النطاق الموسمي التي تتسم بالأمطار الغزيرة، ولفترة طويلة من السنة..وهو ما أعلنت عنه بعض المراكز العلمية التي تتابع التحولات المناخية في العالم.. نسأل الله أن تصدق توقعات هذه المراكز ويعم اليمن الخير والوفرة خلال القادم من السنين. رابط المقال على الفيس بوك