من أعظم الأخطاء التي ترتكبها الأحزاب أن تحشرَ المدارس والجامعات في لعبتها القذرة.....ويبدو أن سيناريو الحزبية لم يتعظ بعد مما يحدث وما حدث ... وما حدث مؤخراً من اعتداءٍ على مدرسة 22 مايو للبنات بمديرية المحابشة م/ حجة...من قبل مجموعة مسلحة من (الحوثيين)....وذلك على خلفيةِ طابور الصباح الذي أقامته بعض الطالبات الحوثيات.....وكان فيه الكثير من المبالغة التي أثارت إدارة المدرسة وبقية الطالبات:(....حيث أدعين أولئك الطالبات أن الإمام علي كرم الله وجهه هو النبي......وأنه ليس أول من أسلم من الصبيان.....بل خُلق مسلماً ولولاه لما خلقت السماوات والأرض....)!! فما كان من الطالبات اللواتي لم يتفقن مع مبالغة ذلك الطابور وما حمل من مضامين وتوجهات متشددة..... إلا إقامة طابورٍ آخر القت الطالبات فيه نفس الموضوع عن فضائل الإمام علي كرم الله وجهه ...وكان بطريقةٍ معتدلة وبعيدة عن التعصب والطائفية والتشدد الأعمى....فما كان من إحدى الطالبات الحوثيات والتي كانت على علمٍ بالطابور المناقض لهن حسب وصفها إلا الاستعانة بطالبات حوثيات من خارج المدرسة وأخذت (المايك) بالقوة...لأداء الصرخة وسط ذهول الطالبات المنصتات لطابور الصباح....فتطور الأمر بمحاصرةِ المدرسة من قبل مجموعةِ مسلحين حوثيين....وأستمر ذلك لمدةِ ساعةٍ ونصف والطالبات محتجزات بالفصولِ مما أثار حالةً من الهلع والذعر التي سيطرت على الطالبات وأدى إلى إسعاف البعض من الحالات إلى المستشفى.......!! ماذُكر أعلاه يحملُ الكثير من المؤشرات السيئة جداً والتي حذّرنا منها ونحذر من إيقاع أماكن العلم وصروحه المقدسة في الصراعاتِ الحزبية والطائفية المتشددة... أياً كانت توجهاتها....!! ومديرية المحابشة من الأماكن التي تعاني من تلك الصراعات منذُ فترةٍ والتي ازدادت بقوة مع أحداث 2011م .....لدرجة أن البعض يتنبأ بإقامةِ حربٍ سابعة من سفوحها....وهذا مالا نتمنى حدوثه.... ومن هذه النافذةِ الصغيرة عبر صفحات الجمهورية الغراء ...نناشد عقلاء المحابشة من الحوثيين و الأحزاب الأخرى والمستقلين ...ونذكرهم بخطورة تسرّب الطالبات من المدرسةِ المذكورةِ أعلاه....نتيجةُ حماقاتٍ حزبية ضيقة ونحمّل كامل المسئولية الجهات المختصة من عدمِ ترك الموضوع دون فتح تحقيقٍ فيما حدث ويحدث منذُ فترة سواء على مستوى محافظة حجة بشكلٍ عام....والمحابشة بشكلٍ خاص....ونذّكر أن هذه المناطق حساسة جداً واستراتيجية كونها قريبة من التماس مع الخطِ الدولي ووقوعها وسط مديريات الشرفين وترتبط طرقها الرئيسية بالعديد من المحافظات..... فاحذروا أن تغرقوا هذه المدينةِ الوديعة والجميلة في وحلِ صراعاتكم الضيّقة.... ونلفت أنه إذا ما اشتعلت النيران فيها ستحرقُ معها كل أنحاء الوطن...!!