• شركات الهاتف المحمول في بلادنا هي واحدة من أكثر المشروعات الاستثمارية نمواً وازدهاراً وتحقق أرباحاً خيالية بفضل الكم الهائل من المشتركين في خدماتها، أي أن كل ما حققته وتحققه هذه الشركات من ثروات طائلة وغنى فاحش هو بفضل المواطن وبفضل هذا الوطن الذي منح أصحابها الحق في إقامة مشاريعهم الاستثمارية، ومع ذلك لا نلمس لها أي نشاط أو دور يخدم المواطن والمجتمع، فباستثناء شركة (MTN) فإن البقية لا تفكر سوى بالربح المادي، أما أي فعل أو عمل يخدم الناس والبلد فهو أمرٌ غير وارد في خارطة اهتماماتها. • على أن الأمر لا يقتصر على غياب دورها المجتمعي بل يتعداه إلى الاستغلال الفاضح والبشع الذي تمارسه هذه الشركات في حق المشتركين، فرغم أن لدينا أربع شركات للهاتف المحمول يُفترض أن يصب تعددها في مصلحة المستفيدين من خدماتها، لأن تعدد الجهات التي تقدم خدمة معينة دائماً ما يعني وجود تنافس فيما بينها على تقديم الخدمة الأفضل جودة والأرخص سعراً لمشتركيها، هذا ما يقوله العقل والمنطق، لكن مثل هذا الأمر لا وجود له وإن كان هناك تنافس شديد وحامي الوطيس بين هذه الشركات، لكنه ليس على تقديم الخدمة الأفضل والأحسن، بل على امتصاص أموال المشتركين ومن يكسب ويربح أكثر. • إن ما تقدمه هذه الشركات من خدمات أقل ما يقال عنها إنها غاية في السوء، حتى خدمة الاتصال، الخدمة الأساسية ليست متاحة دوماً، ففي أحيانٍ كثيرة يكون من الصعوبة بمكان الاتصال بمن تريد، وهو ما يؤكد رداءة الخدمة المقدمة من قبل هذه الشركات، وطبعاً لا يعجزهم اختلاق المبررات لفشل الاتصال، طالما هناك ردود جاهزة ومبرمجة في الكمبيوتر تخبرك بأن الرقم الذي اتصلت به خارج نطاق الخدمة أو التغطية أو مغلق، بينما في الحقيقة لا شيء من ذلك؛ لأنه ساعتها يكون الهاتف في الخدمة ومؤشر التغطية في أعلى درجاته.. وليس أمامنا سوى أن نسأل الله أن يهدي الكمبيوتر و«يبطل» كذب!. • هذه ليست الشكوى الوحيدة، فجميع المشتركين وفي مختلف الشركات يشكون استنزاف أرصدتهم وهزالها بعد عدد من المكالمات لا تتناسب مع الوقت الذي يستخدمونه في الاتصال، ففي أحيان تسير الأمور بشكل جيد يشعر معها المشترك بأن رصيده كان مناسباً لاتصالاته، ولكن في أحايين كثيرة لا يعرف أين ذهب رصيده، وكيف انتهى سريعاً وبلمح البصر، أما خدمة الرسائل، فإن هذه الشركات حريصة جداً على خصم قيمة الرسالة من رصيد المرسل مباشرة، أما الاهتمام بإيصالها إلى المستلم فيبدو أن هذا الأمر غير هام بالنسبة لهذه الشركات التي يهمها أولاً وأخيراً الحصول على سعر الخدمة أكثر من تقديم الخدمة نفسها، وهذه المشكلة تظهر بوضوح في المناسبات والأعياد بالذات وهناك الكثير ممن يشكون من هذا الأمر. • وطبعاً هناك خدمات أخرى تتسابق هذه الشركات على تقديمها لمشتركيها مثل خدمة الأخبار، الأغاني، التهاني، الأدعية، رسائل الحب والغرام، الأبراج، النكت.. وغيرها الكثير، غير أن كل هذه الخدمات لا تقدم بالشكل المطلوب، فمثلاً في خدمة “الأخبار” كل شركة تطلب من مشتركيها الاشتراك في واحدة من هذه الخدمات أو تُشركهم فيها رغماً عنهم وذلك مقابل رسوم شهرية محددة، لكن ما إن تشترك في هذه الخدمة أو تلك فلن تصل إليك سوى بضعة أخبار لا تغني ولا تسمن من جوع وبعضها تأتي أخبار لا طعم ولا لون ولا رائحة لها.. والمصيبة الأكبر أن بعض هذه الأخبار تأتي إليك بعد يوم من وقوعها؛ رغم أن هذه الشركات تؤكد أن أخبارها طازجة وتنقل إليك الأخبار أولاً فأولاً، لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماًَ.. ومن لم يصدق فليجرب ذلك. •رغم كل هذه المساوئ، فإن كل شركة تعلن عن نفسها بأنها الأفضل والأحسن، وأن خدماتها أرخص من غيرها، لكن كل ذلك ليس سوى مجرد كلام للاستهلاك الدعائي وضحك على الذقون وطُعم لاصطياد المزيد من المشتركين الذين تغريهم الدعاية المبالغ فيها، ولا يكتشفون الحقيقة إلا بعد وقوعهم في الفخ!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك