الإهداء: إلى نصر طه مصطفى تفشت في السنوات الثلاث الماضية، ظاهرة المغالاة في المودة تجاه من نرضى عن مقولاته ومواقفة، والفجور في التعبير عن خصومتنا مع مخالفي قناعتنا أو مثيري اعتراضنا وسخطنا على قراراتهم ومواقفهم وتصرفاتهم في مواقع المسئولية الرسمية بأجهزة الدولة ومؤسسات السلطة والحكم، وخاصة المواقع الهامة في صناعة السياسة والقرار. مؤخراً، كان احد الشخصيات السياسية في موقع قريب من قمة هرم سلطة الحكم في بلادنا، هدفاً لحملة انتقادات سببها دوره الخفي في تعيين أحد معارفه بموقع قيادي في احد اجهزة الدولة، الحملة غلب على معظمها منطق الفجور في الخصومة التي سنحت لها الفرصة للنيل من الرجل، لا مجرد الرفض والاعتراض على خطأ في التقديير والتعيين، والأفظع ان هذا الفجور صدر عن الذين غالوا في مودة الرجل حين كان يرضيهم بانتمائه ومواقفه وتصرفاته. رغم أهمية الاستعانة بقوة الرأي العام في مكافحة الفساد ومناهضة الاختلالات في الاختيار والتعيين، إلا أن هذه هي الوسيلة الوحيدة ، على الاقل من خلال المضمون الذي حملته الحملة الاخيرة،التي تعرضت للشخص وشبهة صلته بدائرة الترشيح للمنصب اكثر من بيانها لحيثيات الرفض التي تثبت عدم أهلية وكفاءة المعين للمنصب، أو سوابق تدينه بالفشل والفساد، والحق أن قليلاً من الكتاب إشار إلى شواهد دالة على عدم أهلية المعين وسوابق فساده. ما يهمني شخصياً من الواقعة، ما ظهر بها من قوة للرأي العام ولقادة هذا الرأي من حملة الاقلام والكتاب في مراقبة الأداء الرسمي وكشف مفاسده والتصدي لها حتى تسقط بذاتها أو تتدخل السلطة المعينة بتصحيح الخطأ وإصلاح الاختلال الناجم عنه في الاختيار والتعيين، وهذه مسؤولية لا تخلو من فساد إن تحكمت بها الأهواء الشخصية والمصالح الخاصة ، للقوى الحزبية القادرة على تنفيذ حملات اعلامية واسعة. بعض الحملات لكتاب وناشطي مواقع التواصل الاجتماعى دلت على توجيه منظم لاستهداف الرجل المتهم باختيار الفرد المعين من خلال البذاءات التي طالته والاتهامات التي ألصقت به لتبرير مطالبتها بعزله وهذه الحملة صدرت من جهة سياسية كانت مقربة من الرجل ومغالية في مودته وخلت من مبرر منطقي لتدل فقط على سخط جهة ما على الرجل لأسباب لا صلة لها بخطيئة ومحاباة مقربيه وترشيح المغضوب عليه لقيادة أهم أجهزة الدولة. أيا كانت المبررات المقبولة والمعقولة ,فإن الفجور في الخصومة لا ينتصر للحقوق ولا يقيم أمر العدل والإحسان , ولئن أغرتنا نجاحاته في تحقيق الأهداف المحمولة عليه فإن مصائب فتنته ستعم في المستقبل أبرياء لا جرم لهم سوى أنهم عارضوا مراكز الفساد وقوى النفوذ والمال, ومعظم هؤلاء من حملة الأقلام وقادة الرأي العام. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك