أن تشاهد بعض الحفارات والآليات تعمل في رصف طريق أو سلفتته أو ترقيع بعض مجاري الصرف الصحي فذلك لا يعني أن الوضع في أحسن ما يكون.. الوضع هنا في تعز خطير ولا يبعث على الاطمئنان بأن شيئاً قادماً سيكون وردياً أو جميلاً.. القمامة المنتشرة في كل مكان أبرز ما يميز المدينة في شكلها المرئي، الانفلات الأمني، قطع الشوارع، الكهرباء، المياه.. كل شيء تقريباً ليس على ما يرام. وحده الإهمال في كل شيء سيد الحياة وعنوانها الأبرز.. تتحدث السلطة المحلية كثيراً في المثاليات التي لما نرها، بينما يضعون أذناً من طين وأخرى من عجين أمام حاجات الناس الأساسية التي لا تقوم حياة بدونها. تخيلوا على سبيل المثال لا الحصر أن المياه لا تزور منطقة كالحصب مثلا منذ أربعة أشهر تقريباً وأن الناس هناك يشترونها من الوايتات طيلة هذه الفترة. كانت سلطة المحافظة وعدت أنها ستعيد توزيع المياه على حارات المدينة بالتساوي وزادت ونشرت جداول في الصحف الرسمية لتوزيع المياه، والآن منذ أربعة أشهر وهي لا تصل إلى منطقة مثل الحصب ذات الكثافة السكانية الكبيرة. الناس هنا تعودوا في فترات سابقة أن تأتيهم المياه مرة في الشهر وفي أسوأ الظروف في الشهر والنصف فما الذي حدث الآن؟! وأين وعود تحلية مياه البحر، هل تبخرت في السماء، وضاعت مع الريح؟! وما مصير ذلك الجدول!؟ منذ نزل هذا الجدول تسوء الأمور مائياً أكثر من أي وقت مضى ولا نعلم سراً لذلك إلا أن المعنيين قد فشلوا في تحقيق وإنجاز ما وعدوا به! كيف تريد هذه الجهات أن تقنعنا بأن الوضع جيد، والحال كهذا فشلاً وإخفاقاً؟! إن أزمة في المياه لا تساويها أزمة، ذلك أن الماء أساس الحياة وجانبها الأهم على الإطلاق، والناس بإمكانهم الصبر على أشياء كثيرة وإخفاقات كثيرة للمسئولين أما أن تمتد الأزمة للمياه ورغيف الخبز فذاك يعني أن الأمور مرشحة لثورة ظمأ وجوع فهل يدرك المسئولون ذلك؟ رابط المقال على الفيس بوك