لا نستطيع أن نجزم أن الحوار مظلة يجتمع تحتها أطراف عانوا من هجير الفرقة، أو أنه قد يؤدي دور الدولة في إيصال البلد لبر الأمان، قد يكون للسياسة الداخلية والخارجية فرصة كبيرة في إطالة مرحلة الفترة الانتقالية، لغرض في نفسها، وحتى لا تتخذ أسلوب الحرب المدمرة التي قد تخسر فيها مكانتها، تبدأ بتقديم حلول يراها المواطن أنها أنسب ما يُقدم له ولبلده حتى لا يعاني من ويلات الدمار، ولكنه لا يرى ما وراءها، وأن ما يدار على هذه الطاولات ما هو إلا توليد مشكلات وتضخيمها، ليشعر بعدها هؤلاء الأطراف المشاركون في إيجاد الحلول بالعجز في ظل تمسك الأطراف المتعددة بمصالحها، وبقسمتها من هذا الوطن، ولن يكون أمام المجتمع اليمني إلا أن يستسلم لقرارات تملى عليه؛ لأنه لا يملك قادة يتبنون المشروع الحقيقي لبناء هذا الوطن، ولم تُفرز الساحة بعد من يقود الدفة بكل قوة، وها نحن في دائرة الحوار نؤجج القضايا التي تفتح أبواباً مغلقة، وتعطي حقاً لكل من بيده سلاح أن يُشهره في وجه الدولة، وتزودنا بمن ينشر الفوضى. ويصبح الحق أن نقول: إننا شعب بلا دولة؛ لأننا لا نستطيع أن نتصالح مع أنفسنا، وأن نجد قائداً قادراً على حسم الأمور وإيجاد الحلول. فالرحى مازالت تدور. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك