إعلان قيام الجمهورية اليمنية في ال 22 من مايو 1990م كان من أعظم منجزات الثورة اليمنية.. كهدف من أهدافها الأساسية، وهدف وطني، وقومي، وإنساني.. إنه إنجاز استراتيجي في التاريخ اليمني والعربي الحديث، ويعد هذا المنجز “إعادة تحقيق الوحدة اليمنية” ضرورة وطنية، إقليمية، وقومية.. لأنه خطوة على طريق الوحدة العربية الشاملة كضرورة قومية تحقق الوجود العربي، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً وتحقيق تطور وتقدم، وازدهار هذا الوجود، وإنجاز قوته اللازمة للتموقع بإيجابية بين الوجودات العالمية الأخرى، والتأثير إيجاباً في مسار العالم بما يتوافق ومبادئ الأمن والسلام الدوليين، وإقامة علاقات دولية عادلة وتعاونية تدعم التعايش السلمي بين الأمم. الاحتفال بعيد مايو «الوحدة» هذا العام يأتي في ظل ظروف استثنائية، وغير مواتية تتهدد اليمن بالمخاطر الكبيرة وحدة وديمقراطية، وأمناً، وهي أمور - بصدق - تؤرقنا، وتؤرق كل القوى الوطنية القومية التقدمية.. وكلنا ينظر إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل بكل أمل ورجاء، فبين يديه أهم قضايا الوطن وأخطرها على وحدته.. بين يدي المؤتمر أهم القضايا التي تؤرقنا وتخيفنا وأهمها: 1 القضية الجنوبية. 2 قضية صعدة. 3 قضية تهامة. 4 قضية بناء الدولة الجديدة. هناك قضايا إشكالية كثيرة تهدد الوطن اليمني، لكن الأربع القضايا المذكورة هي الأكثر من غيرها خطورة.. وهي ما تجعل المؤتمر أمام مسئولية عظيمة.. يجب أن يقدموها على المناكفات والمصالح السياسية الحزبية، ويعملوا كفريق واحد لمعالجة القضايا السالفة بالعلاجات الناجعة التي تحقق الدولة اليمنية المدنية العصرية العادلة الموحدة الديمقراطية المستقلة.. فما يجري على أرض الواقع في طول وعرض اليمن يدل على وجود نظام غير قادر على حماية أبراج الكهرباء، وأنابيب النفط والغاز من المخربين الذين لا يتجاوزون عدداً من الأفراد معروفين ومعلومي الإقامة.. فكيف يمكن له أن يقوم بحماية الوطن وحدة وديمقراطية.. بل كيف له أن يحمي الوطن، فعيد الوحدة هذه المرة قد حل علينا في ظل ظروف جداً سيئة.. وأذكر أننا في فترة ما بعد إعلان قيام الجمهورية اليمنية قد حذرنا وعلى صفحات هذه الجمهورية “الصحيفة” الغراء من تعرض الوحدة للمخاطر، وقلنا إن من السهل جداً أن نقيم وحدة، وها قد أقمناها.. لكن الأصعب هو الحفاظ على الوحدة.. وحمايتها من المخاطر والمؤامرات. على أي حال إن القضايا السالفة الذكر تؤرقنا جداً، وخاصة القضية الجنوبية، قضية استمرار الوحدة، وكلنا أمل في أن تكون نتائج مؤتمر الحوار الوطني معالجة للإشكالية الجنوبية وبقية الإشكالات بما يضمن صيانة الوطن موحداً في دولة يمنية مدنية مستقبلية تلبي للشعب طموحاته. رابط المقال على الفيس بوك