قصص الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم لا تكاد تخلو من غيبيات وحيثيات يتداركها أولو الفطنة فقط من عباد الله رغم بساطة أجواء تلك القصص العظيمة. ولأنّ للنبوة وضعها المختلف، فنحن كبشر عاديين لا ندرك ماوراء تلك القصص من غيبيات وقت حدوثها أو بعدها ما لم يصلنا نصّ توضيحي يُبيّن لنا الحكمة من تلك القصة وذلك الحدث. مثلاً قصة النبي موسى والخضر عليهما السلام.. هل كنا ذاك الوقت وحالياً سنعذر الخضر فيما صنعه؟ أو مَنْ ذلك المثاليّ الحنون الذي سيعذر مريم العذراء في حملها ويغض سخريته حتى بداخله عن تكوّر بطنها وفضيحتها التي تمشي بها أمام قومها؟ أو كيف ستدرك قبائل العرب قيمة الصغير قبل الكبير بقصة الأنبياء الكرام داوود وابنه سليمان عليهما السلام في جزئية ما قاله القرآن «ففهمناها سليمان».. لولا النصوص التوضيحية التي مدنا بها القرآن الكريم تبياناً وتزكيةً وتنبيهاً وانشراحاً للصدور المُثقلة بهواجس الأسئلة والإحتراق الصامت. أخلُص من هذا إلى القول بأنّ الوحي انقطع بموت خاتم الأنبياء محمد «صلى الله عليه وسلم».. وليس لنا سوى ما نراه ونعلمه ونشهد به وعليه.. فلا جدوى ممن يطالبنا بالوعي المُسبق بالأحداث جسيمها وخفيفها، كوننا شهود الله على أرضه.. وبالمقابل يجب أن نكون أكثر وعياً بمسألة النضج بالآخر مهما كان بسيطاً.. إذ حجتنا خاتمة الشيء لا تفاصيله المرهقة المرتبطة بذات الآخر دوننا.. كما يمتلئ القرآن الكريم بمثل تلك القصص المذهلة والعِبَر الخالصة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك