لا تقتضي الأنانية على الإنسان المتصف بها العيش منفرداً.. إنما تتحقق بالاختلاط المباشر مع المجتمع ومحاولة الاستفراد بكل ما أمكن لصالح الشخص دون غيره.. ويترافق مع ذكرها ضرورة امتلاك الشخص آلية الاستحواذ على الشيء.. فليس أنانياً ذلك الذي يتمنى الشيء دون امتلاكه قدرة الحصول عليه. قد تنجم الأنانية عن إرث من الحرمان داخل الشخص يتزامن معه ذاكرة شديدة يمتلكها تساهم في معايشته حالات القهر الماضوية بنفَس الحاضر.. مما يولد عند الشخص وجوبية الانتصار للماضي وإشباع نهم الثأر دون التماس السماح للآخر أو التعامل معه كأفراد.. كون الشخص الأناني ينظر إلى الجميع بعين واحدة جاعلة إياهم مساهمين فاعلين في خسائر الأمس ولو كانت تلك المشاركة بالصمت أو التواجد الزمكاني. وقد تكون الأنانية ناجمة أيضاً عن شعور بالاحتقار للآخر على اعتبار الآخر لا يستحق الشيء.. لذلك ستُصنع العوائق للحد من سعيه للحصول عليه، وهذه الثقافة غالباً ما تغذيها الأنظمة الحاكمة كيما يستمر الحكم فيها سواء كان مرد سلوك هذه الأنظمة قائماً على أساس مذهبي أم مناطقي أم سلالي. أن تفكر بأنانية فمعنى ذلك استشعارك لحقوق الآخرين ومحاولة النيل منها.. الأنانية ثقب أسود تضيع الإنسانية فيه كشعور فطري.. مخلفة الإنسان طاقة عجيبة تجيد الامتصاص وقد تكون نهاية تلك القدرة امتصاص الإنسان فيها وخسران موقعه المجتمعي أو إطلالته خارج الفوهة . ستموت وحدك لست آخر من يموت وتعيش بعدك ليس ينقص الخفوت ماذا تحدث حينها؟ أتقول أنك لم تمت أستخبر الأحلام عن ماضيك فيها أم ينازعك السكوت.. تتذكر الدنيا التي كانت إليك طريقها هل نسيت بها مآبك أم بها لا شيء بعدك قد كان ليلك عالقاً فيها رابط المقال على الفيس بوك