قد تتحول حياتنا من مسار آخر وقد تخلط وتمزج فيها أمور لم نكن نتوقعها إطلاقاً وقد تظهر أمامنا مسافات طويلة لن نستطيع عبورها من دون عوائق. هذه العوائق ليست مادية ولا معنوية وإنما عوائق بشرية مخفية على أرض الواقع، هكذا نحن وهكذا هي اليمن اليوم. فقد تحول يمننا الحبيب من نظام إلى نظام آخر، وقد امتزجت واختلطت فيه العديد من الأوراق المبهمة والسياسات الخفية التي يغلب عليها طابع النزاع والفرقة والتشتت والإقصاء والتهميش. فقد وقف أمامه العديد من العوائق التي لم تكن مادية هذه المرة وإنما عوائق بشرية يصعب علينا التعامل معها والتحدث إليها بالأساليب والطرق الدبلوماسية وذلك لإخفاء نفسها على أرض الواقع. فقد أصبح اليوم وطننا الحبيب معادلة رياضية تحتوي على عدة مجاهيل وقد عجز عن حلها الكثير من العلماء فكلما وجدوا لها حلاً مناسباً جاء أحدهم ليعطي نظرية لتغير مسار ومجرى الأحداث والحلول الموضوعة لها، فهل يا ترى هذه المعادلة معقدة لهذه الدرجة وتحتاج لأينشتاين أو لنيوتن لحلها أم إن هذه المعادلة مفهومة وسهلة ولكن مفتاح حلها هو أنها لا تقبل القسمة على اثنين. فثمة اليوم حزن يطغى على قلوب الملايين من اليمنيين لها تشهده بلادنا من إخفاقات متكررة في حماية الممتلكات العامة وانهيار في الاقتصاد والبنية التحتية.. وثمة فرحة أيضاً تعم قلوب الملايين من اليمنيين لجلوس كل الأحزاب والأطراف السياسية على طاولة واحدة في مؤتمر الحوار الذي سيتكلل بالنجاح والذي سيخرج اليمن من الدوامة التي يعيشها منذ أكثر من سنتين والذي سيجنبه الدخول في صراعات ومهاترات سياسية تعيق من مسار وسبل التطوير والتقدم إلى الأمام. فالحوار أصبح أمل كل اليمنيين الذين يتطلعون إلى غد مشرق حافل بالتقدم والعطاء والازدهار فلذلك نحث كل العقول النيرة والأطراف السياسية على الحرص في تضميد الجراح اليمنية وانتشال الأورام الخبيثة من الجسد اليمني الذي مازال ينزف ويجب على كل اليمنيين التعاون مع اللجان العامة للحوار الوطني ومساعدتهم بالأقوال والأفعال ولا ننسى أن بعض الهفوات تسبب المشاكل وبعض هذه المشاكل تسبب الأزمات التي قد سئمنا منها والتي تكلف الوطن الكثير والكثير، ويجب على كل اليمنيين التسلح بسلاح المعرفة لإنجاح هذا الحوار وللخروج بنتائج ملموسة على أرض الواقع.