نسمع إطلاق النار ليلاً، طلقات فردية، وطلقات آلية «سريعة» ونسمع إطلاق نار بأسلحة رشاشة ثقيلة، وحين تسأل يقال لك هؤلاء أصحاب قراضة والمرزوح يقتتلوا بينهم بين، على تقاسم المياه التي تنبع من السائلة الفاصلة بينهما.. أنا أعلم أن موضوع المياه بين المنطقتين قد سبق الاقتتال حول تقاسمه قبل ذلك، ودامت الحرب فترة غير قصيرة حتى تم التحكيم وصدر في الصلح حكم حدد تقسيم ونصيب كل منطقة من المياه، وهدأت الحرب بين الطرفين حتى قبل أيام وإذا بالاختلاف حول نفس المياه وتقسيمها وبين نفس المنطقتين «قراضة» و«المرزوح» وصار بين الطرفين قتلى ومصابون والجهات المختصة عاملة أذن من طين، وأذن من عجين، وكأنها لا تسمع عما يجري على بعد يسير منها.. بل في ضواحي مدينة تعز، فهي لم تتدخل حتى الآن لإيقاف الاقتتال وإحالة المشكلة والطرفين إلى الجهات المختصة للفصل فيها عرفياً، أو قانونياً. يقال إن الأخ عبدالجبار هائل سعيد كان قد فوّض لحل المشكلة بعد تواصله معهم، أو بعد عرضه عليهم مبادرة منه لحل المشكلة، وسعى في ذلك إلى حل عرضه على الطرفين، وقبل الحل أحد الطرفين «قراضة» ورفضه الطرف الآخر «المرزوح».. فإن كان تدخله أي «عبدالجبار هائل» مبادرة منه فيتحمل غلبه.. وإن كان تدخله بناءً على طلب الطرفين، وقام بمحاولة الحل بتفويض من الطرفين.. فإن رفض ما قدمه من حل من قبل أصحاب المرزوح عيب كبير جداً.. فالقبائل حين تفوض كائناً من كان لحل مشكلة بينها تقبل بالحل منه حتى ولو غُلب طرف على طرف في الحل.. وأي رفض يصبح عيباً ومعيرة للطرف الرافض بين القبائل.. على أي حال المشكلة قائمة والقتال بين الطرفين قائم والسكوت والتجاهل لما يحدث بين قراضة والمرزوح مخيم. «قراضة» و «المرزوح» لو كان لهم مرجعيات مشيخية، ومعقلة مسموعة، وتتمتع باحترام أبناء المنطقتين لما وصل الأمر إلى هذا الحد.. لأنه في العادة أن يقوم كبار القبائل من مشايخ وعقال وفقهاء، ووجاهات بالالتقاء والتفاهم، والنقاش حول المشكلة والتفكير المشترك في الحل والتوقيع عليه، وما على بقية أصحاب المناطق من المواطنين إلا الإذعان واتباع كبارهم، لكن يظهر أن «قراضة» و «المرزوح» لم يعد لهم كبير لا شيخ، ولا عاقل، ولا فقيه، ولا متعلم، ولا مثقف، ولا وجاهة يعودون إليها.. وإن وجدوا فهم مدّعون، ومتخلفون يتبعون الجهلة والفوضويين من مواطنيهم، ويصبحون جزءاً من المشكلة، وليس جزءاً من الحل. أنا هنا أناشد من لم يتدخل من كبار صبر الموادم مثل «أحمد علي جامل» فهو شيخ كبير وممن يرى معه للتدخل وإيقاف الاقتتال، ثم يقدرون المياه «بالهنش» كون تأخر المطر قد أثر في كمية المياه بالنقص، وعليه كما قلت تقاس كمية المياه بالهنش ويعاد تقسيمها على المنطقتين بحسب عدد السكان.. بحيث يكون التقسيم هذا منتهياً بعد عودة المياه إلى ما كانت عليه قبلاً. ومن يخرج على الصلح هذا تنزل فوقهم قبائل صبر الموادم خطاطاً حتى يقبلوا بالصلح.. أما القتلى والمصابون إذا كانوا متساوين فكل يتحمل قتلاه ومصابيه.. أما إذا ازدادوا عند طرف يتحمل الطرف الآخر الدية والعلاج. رابط المقال على الفيس بوك