يبدو أن مشكلة الكهرباء تحولت إلى علكة “شونجم”يراد أن نبقى نلوكها كمفردة(بناء المستقبل) التي تغالطنا من خلالها وباسمها لافتات عدة هنا وهناك,في حين إننا لم نستطع البتة حتى اللحظة لملمة الحاضر,وفي الوقت الذي تتصدر إشكالية الكهرباء أجندة وتفكير الشعب واحتياجاته الأساسية لتغدو مفردة تعكس حالاً من (قهرباء) وقهر ألف وبقهر بأكثر من أبجدية لا تنتهي كما يبدو في تسلسلها. واحد يخبط الكهرباء والثاني يستورد مواطير من الصين,مراكز نفوذ وشركاء فساد في كل شيء يتقاسمون حياتنا المجازية أصلاً كيمنيين ويتقطعون لمنشآتنا ومواردها,في كل جهة ومحافظة,حتى لقد غدا الفساد في اليمن كأنه المؤسسة الوحيدة في البلد! لا يوجد وزير واحد يمكن أن يقال عنه إنه نزيه حتى 50 % في اليمن قدم استقالته بسبب أن وزارته عاجزة مثلاً عن حل أو تجاوز قضايا فساد مزمنة في وزارته أو مشاكل عويصة استعصى علاجها وغدت بفعل تقادمها محل امتعاض واحتقان أو تذمر شعبي ضدها,وإن حدث ووجد الاستثناء فهو لا يمثل فقد لايمثل في الحالة اليمنية ولا حتى ما نسبته % 1 اليمني غالباً إذ( يُعصِب) يعرف يخبط على الطاولة فحسب,وأول ما يستدعيه الانفعال أولاً,لا فعل التفكير بصوابية,كما يجب, في ذلك التأمل والتركيز في زاوية النظر إلى المشكلة,وتشخيصها بجدية,كأن يحتوي الإنفعال بالعقل والتعقل كفعل حكيم ربما. في المجتمعات الطبيعية والدول الطبيعية بالقوانين الطبيعية يمارس القانون الطبيعي صلاحيته السيادية ويقمع كل من يحاول مجرد التلويح بالوصايات على الآخرين أو يعطل مسارات حياتهم وبناهم التحتية أو قراراتهم,أما في اليمن فيمكن لمجرد فرد أو أشخاص ومراكز قوى بعينها من«كلافيت»هذه الأيام أن يمارسوا تعطيلاً لحياة شعب بكامله في حين سيكتفي الشعب كعادته وك«مغلوب على أمره» بالقول«ضربوا الكهرباء» ليبقى المتقطع لأي خدمة عامة للشعب أو منشأة ضمن البنى التحتية للمجتمع شأنه ك(قاطع الطريق يختزل كل شخصيته في قطعة “الكلاشينكوف” التي يتبندق بها بديلاً عن وعيه الطبيعي المفترض أنه تدرج في النمو بفطرة الخلق والأخلاق وما تبقى لهم من قيم. وماذا عن قضية الكهرباء في أجندة الحوار الوطني وجلساته التي نسيها الناس هذه الأيام,حتى غدا الحوار كما لو كان أشبه بورشة عادية من ورش “منظمات المجتمع المدني” التي يزول أثرها بزوال المؤثر غالباً, ولعل الضابط الوحيد لعدم تخلف وحرص جل أعضاء وعضوات (مؤتمر الحوار الوطني الشامل)على حافظة الدوام الرسمي للحوار يرجع إلى مبدأ “الكشف”أولاً وانصرافهم عن القضايا الجوهرية,التي كأنما أضحت اعتيادية,لكثيرين منهم,ونتساءل: ماذاعن قضايا الشعب والوطن = الإنسان والجغرافيا وما موقع الحوار قبل أن تحين جلسته الثانية من معادلة التوافق على فكرة الدولة؟ وعلى كل حال تبقى كلمة مجتمع أو مفردة شعب ليست مقدسة في العموم وعلينا تفليتها بكل عيوبها ومساوئها من أجل إنتاج نظرية نقدية وعقلانية بعيداً عن تكريس الشعوب كأيقونات أو كمجتمعات فلكلورية فحسب ترقص أو تبترع على جثث أبنائها لتستطيع أن تحاسب الفاسد أو المجرم بصورة طبيعية عبر قنوات طبيعية كما يفترض توافر ذلك عبر دولة المدنية والقانون الطبيعي بعيداً عن التمارض في التطبيق ذلك ومعاقبة المجرمين ممن يستهدفون قطع الطرق العامة وتخريب البنيات العامة للشعب. ختاماً أقول: ماذا لو جرّب بعض الكلافيت(من حمران العيون) الإصغاء إلى معزوفات بيتهوفن وموتسارت وباخ وتشايكوفيسكي وياني وغيرهم لعل الإصغاء للموسيقى كفيل بأن يجعل القاتل أو المتقطع لثروات الشعب ومصالحه وبنياته التحتية الأساسية,يرمي البندقية ويعترف بجريمته,ويعود إلى سوية التفكير والتعايش في حياة طبيعية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك