“منورة بأهلها”.... كان هذا رد وزير الكهرباء عندما سألته مذيعة في الجزيرة عن ذلك الظلام الدامس الذي تغرف فيه اليمن، فاكتفى برفع معنوياتنا، وجعلنا نحن الكهرباء، ونحن من يجب علينا أن نصبح كهرباء ربما كان الوزير يريد منا نحن أهل اليمن، إشعال أنفسنا “بقاز” والتحول لشعل مضيئة من النور الذي بداخلنا من الرفاهية والراحة والسعادة والرقي الذي نعيش فيه وكم كان رده مقنعاً، وكم كان مثلجاً لصدورنا فعلاً، وأشعرنا أننا وفقنا في اختيارنا، وأننا نعيش حلماً جميلاً لا يمكن لنا ولأصفاد أحفادنا الاستفاقة منه..... حلم بعيد عشناه مع أضواء الشموع فكيف للوزير وأمثاله أن يعيشوا هذا الوضع معنا فبيوتهم تحوي أكبر المولدات وبها يمكنهم الاستغناء عن الكهرباء العامة لمئة سنة قادمة وعليه فهم ليس ممن ينورون اليمن، فهم نور مولداتهم يغطي على نورهم أما نحن فيجب أن نعيش الحلم بكل تفاصيله ولا بأس من احتراق أطفالنا بالشمع، وموت عجائزنا من شدة الحرارة في الحديدة وعدن وتوقف أرزاق الناس، وتضورهم جوعاً وتحطم الشباب الذين يبحثون عن فرص عمل فيحترقون من القهر والألم وكيف لهم أصلاً أن يعيشوا ما نعيشه وأين هم مما الناس فيه الناس الذين يعيشون في بدرومات تحت الأرض إذا انقطع التيار الكهربائي تحول البيت لظلام دامس وهم عاجزون حتى عن شراء شمعة مثلهم من يعيشون في دكاكين لا فرش ولا لحاف فيحرموهم حتى من ضوء مصباح خافت يفرق لهم قليلاً بين القبر وذلك الدكان ..ليت الوزير فكر قليلاً قبل رده هذا ليس لشيء ففي يمننا السعيد لكل واحد قول ما يريد حتى لو أحرق الناس حرقاً بالعكس يرتاح المسئولون راحة كبيرة ويفرحون إذا زاد معدل الوفيات، لأنهم يشعرون أن ما قد يحتاجه هؤلاء مستقبلاً قد يستطيعوا تحويله لحساباتهم الخاصة ناسين أو متناسين أن معدل المواليد في ازدياد مهول وأن اليمن من أعلى نسبة مواليد في العالم، ليوفروا على أنفسهم هذه الأحلام وليتقوا الله في هؤلاء البشر.... لماذا يدفعون إلى كراهية بلادنا هكذا لماذا يضيقون علينا الحياة وفسح الأمل هل هذا في صالحهم وماذا أذنبنا نحن لنكون مجرد ضحايا المهاترات ومعارك لأحزاب أضاعتنا وأضاعت بلادنا لماذا يذاكر طلابنا على الشمع، وأبناء سميع وغيره يدرسون في أرقى المدارس والجامعات خارج اليمن حتى الليل يتحول لنهار في حياتهم من الأضواء التي تحيطهم وهل يعقل أن شعب برمته يحكمه مجموعة من الغوغاء المعتوهين المتخلفين قطاع الطرق والجهلة الذين لا يعرفون إلا السلاح والرصاص ويعجزون عن كتابة حتى أسمائهم من أصحاب تلك القبائل يسحقوننا بهذه الحقارة لتنفذ لهم الدولة مطالبهم أي دولة هذه وأي قبيلة وأي نظام ولله درك سيدي البردوني بتنا: يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن ودامت اليمن منورة بحكومتها وسميعها...