تتحسر كثيراً عندما تتذكر عدن وتسترجع شريط الذاكرة تتصورها وهي في حلتها البسيطة والجميلة التي تروق لنا نحن أبناؤها جيل الخمسينات حتى الثمانينات نرى روعتها في المباني البسيطة وحدائقها الجميلة وجبالها الرائعة وشواطئها الفسيحة والنظيفة والمتاحة للكل وأجمل ما تستعيد تذكرة هو الإنسان العدني طيب القلب المسالم والبشوش الاجتماعي المدني الرافض لأي تعصب صاحب الفكر المتحرر والمنفتح نحو الآخر السهل الممتنع أي تستطيع التعايش معه دون أن تغير قيمه ومبادئه المذكورة سابقاً . وهناك معالم لا يمكن أن تتذكر عدن دون أن تذكرها ونستعرض بعض منها . تعتبر عدن مدينة رائده في نظام حركة المرور في المنطقة وواكبت مراحل تطوره وتعتبر أول المدن في المنطقة في استخدام إشارة المرور وعرفت المعلا بإشارتها التي أصبحت معلما من معالم عدن {طفي لصي} هكذا كنا نطلق عليها وانتشرت إشارات المرور في المدينة ولم تأت الوحدة اليمنية المباركة إلا وعدن كلها تعتمد على إشارات المرور المنتشرة في كل شوارعها الرئيسية وللأسف بعد 94 أصبحت عدن خالية منها بينما صنعاء التي كانت خالية منها أصبحت وسيلة أساسيه في حركة مرورها ما هو السبب ولماذا ؟ ومن سيجيب على هذا السؤال . كانت عدن معروفة بحدائقها الجميلة نطلق عليها {البجيشة} الآن عدن تقريباً خالية من الحدائق ما عدا ما تبقى في التواهي والمعلا التي جردوها من بعض الأشجار المعمرة لكن بقية المناطق للأسف تم تخريب متعمد لكل حدائقها من قبل ما يدعون مستأجرين أو متعهدين لإداراتها الذين بقدرة الفساد أصبحوا مُلاكاً لها وجردوها من كل الأشجار المعمرة و بعض الأشجار كانت نادرة بل البعض تصرف بأراضي هذه الحدائق في البيع أو الإيجار أو البناء مثل حدائق المنصورة وعبدالعزيز والشيخ عثمان وبستان الكمسري الذي هو الآن حديقة ألعاب لمستثمر لا مانع من ذلك المهم هل هناك مردود مادي واقتصادي تستفيد منه عدن أم أصبح ملكاً لمستأجره وهل للإدارة المحلية في عدن سلطة عليه أم أصبح خارج سلطتها وهل الاتفاقيات التي تمت في ظل مرحلة اتسمت بالفساد هي السائرة أم هناك تصحيح تم للوضع .أسئلة كثيرة تدور حول كثير من المرافق والمتنزهات المستأجرة إلى جانب ما ذكر أيضاً نادي خليج الفيل و النادي اليمني ونادي الدبلوماسي وفندق 26 سبتمبر وكثيراً من الفنادق والمجمعات الاستهلاكية وكثير من المرافق هل ممكن لعدن استعادة ماضيها السياحي وتصبح المتنزهات والمرافق السياحية تحت تصرف السلطة المحلية ويستفيد منها أبناؤها في العمل أو الاستثمار المشروط بخدمة المدينة وأبنائها وهل ستصحح أوضاعها ويحاسب كل من أخل بالاتفاق وعبث بالمنظر العام لهذه المعالم الذي اثر سلباً على المنظر العام للمدينة . يعلم القاصي والداني إن عدن كانت أول مدينة في المنطقة فيها حديقة حيوانات {بستان عبد المجيد} بل كانت عدن مركزاً هاماً لتصدير الحيوانات إلى الشرق و يوجد الآن حدائق حيوانات في كثير من مدن اليمن كتعز وصنعاءوعدن للأسف خالية من حديقة للحيوانات . المهم نحن في مرحلة بناء وإصلاح هل ممكن نثبت لأبناء عدن أننا جادون في التغيير ونعيد لعدن ما نستطيع إعادته من مؤسساتها المنهوبة كشركات التجارة والملاحة والاصطياد والبطاريات والألبان والبسكويت والشباشب والعطور والطلاء والجلود والطماطم والمعدن والملح والحديد والصلب وتعليب الأسماك وأحواض السفن وكثيراً من المؤسسات التي كانت مشهود لها بالجودة وقوة المنافسة للسوق التجارية في البلد والمنطقة. هذا إذا كنا نريد لليمن الاستقرار والسلام أما إذا لم نقدم على الواقع شيئاً يذكر لإثبات حسن نوايا وإرضاء من ظلموا وحرموا من أعمالهم ولقمة عيشهم وتجرعوا المر والعلقم على مدى تسعة عشر عاماً عمر أولادهم الذين افتقدوا لأبسط فرص التعليم والحياة الكريمة وهذه أمانة في أعناق أصحاب القرار اليوم ومن معهم من المشاركين في لجان الحوار لإنصافهم وأتمنى أن تؤخذ هذه الملاحظات بعين الرأفة والحس الوطني والاعتبار إذا أردنا البناء والإصلاح نحو الغد الأفضل والله يوفق الجميع لما فيه المصلحة العامة للوطن والأمة. رابط المقال على الفيس بوك