الكتب أغلى النفائس،تُزين العقل وتهبك المعرفة والعلم،تبحر بك في عوالم الحياة،ترتقي بك((أمة لاتقرأ هي أمة لاترقى)).تجد معها الملاذ الآمن والراحة المطلقة،تأخذك بعيداً عن ضغط الحياة وعبثيتها،وقد قيل قراءة الكتب مثل التخاطب مع كافة العقول،وكل ثورات البشرية يكمن خلفها شخص قرأ كتاباً. لم نعد قادرين على احتمال الوضع تجمعت فيه كل أمراض ومساؤى العصر في مفاصل حياتنا،لذا فملاذنا العلم والقراءة المجدية للنظر إلى العالم بقراءة صحيحة. من لم تخط قدماه خارج حدود بلده ففي الكتب سفره،ومن لم يعايش حياة الأمم وأحداثها فالكتب خير شاهد. الكتب واحة العقل وسمة احترام الناس،فالكتاب صديق وخير جليس(..... وخير جليس في الزمان كتابُ). التفريط بالكتاب هو التخلي عن أعز الجلساء وأصدق الأصدقاء وقد جاء على بعض ألسنة الكُتاب: الكتب كالأبناء وكلاهما ذو مكانة عالية في النفوس_ الأبناء والأصدقاء الأوفياء. من منا أعار أحد أبنائه أو أصدقائه للغير؟! في الواقع الكتاب نشر للعلم والوعي،لكن ذلك من باب تبادل المعرفة أو تسهيلها ونشرها من جهات مختصة وراعية ،ومتى ما كان الكتاب في تناول الجميع صار الوعي بواقعنا معاشاً. لاتعر كتاباً، عض بنواجذك على أوفى أصدقائك،ليس ذلك من باب حجب العلم عن الغير وإنما من قبيل عدم وفاء الآخر بإعادة صديقك بعد أن أخذ من واحته ما طاب له، وأعتقد أن الجميع قد مرّ بتجربة إعارة الكتب والتفريط بأصدقائه الكتب. حتى الكتب تتنوع في صداقتها كالناس:( إن الكتب كالناس فمنهم السيد الوقور، والسيد الظريف، والجميل الرائع، والصادق، والساذج، والخائن والجاهل،والوضيع والخليع،والدنيا تتسع لكل هولاء ولن تملكوا المكتبة كاملة إلا إذا كانت مثلاً كاملاً للدنيا...عباس العقاد). الكتب عصارة أفكار الكٌتاب وتجارب حياتهم وعرض الحياة من حولهم وصياغة الحقيقة بالحقيقة حيناً وبنسق الخيال حيناً آخر. الأصدقاء يموتون (والكتاب الصديق المفيد لايموت كغيره على رفوف المكتبات). لاتعر كتاباً ،كذلك لاتقع في جريمة الكتاب(وهناك جريمة الكتاب وهي عدم قراءتها..). إقرار مع أنني قد وقعت في مطبات عديدة في إعارة الكتب بلا رجعة وخسرت أعز الأصدقاء، فقد كان ضحيتي الشاعر والكاتب / فتحي أبو النصر بإ عارته لي ((ديوان الشاعر/ أمل دُنقل)) وأعتقد أنه لا أمل في إعادته لعدم التقائنا ببعض زمناً،مع ظني أن الديوان لايخصه، فعلى نسبة من الاحتمالات غير المؤكدة أن فتحي قد استعاره. رابط المقال على الفيس بوك