«الى: صديقي وزميلي العزيز / مطر روح أبيك ستظل تمطر علينا وتمطر» أبي الفتيح.. مازالت يدك الحانية متسمّرة في يدي. وصوتك الدافئ يقول لي: «كم أحبك يا لطيفي». أبي الفتيح.. أنت لم تمت , لقد سافرت عنا, هارباً منا, موجوعاً من جحود نخبنا المثقفة لروعتك, متألماً من نكران نخبنا السياسية لعقلك النيّر. أبي الفتيح.. لقد فضح ألمك قبل الموت إدعاء حبنا الأدب والتراث, فطريقة تعاملنا مع مرضك,تكشف ضحالة الحب للأدب وسطحية العشق للتراث. الحكومة متفرغة لرعاية الزكام الخفيف لمسؤوليها, والأدباء مشغولين بلايكات الاعجاب لدردشات النساء في الفيس بوك, وكتابة قصائد غامضة لوضع واضح, والمثقفون ينظرون للمدنية عند جنبية الشيخ وعمامة السيد ورأس الزعيم. أبي الفتيح,, لن أنسى إحدى فعاليات العفيف ونفسك الطيبة والمجروحة, تشير الى الجحود الرسمي والنخبوي لابداعاتك, حينها والعفيف تكرمك؛ قلت لي: “... كنت أتمنى أن أكرم في تعز...”. أبي الفتيح .. قرأت مرّة في صغري رواية “ابتسامة على شفتيه” ليوسف السباعي, وفي كل مرّة ألقاك, لا أدرى لماذا أتذكر هذه الرواية عندما أرى ابتسامتك؛ التي رغم هموم الوطن وصعوبة الظروف المعيشية, كانت منفرجة للبسطاء ومتحدية لقهر الحياة, وساخرة من تعالي السياسيين ونخيط الأدباء. أبي الفتيح.. لقد سافرت الى السماء, وأنت تكابد عذاباً ترجمته في أدبك, عذاب اليمني الذي يفكر بالرحيل: ( الرفافيح في يدي.. والجراح في ساعدي.. وأنا شارح موعدي.. والبلاد ضاقت بنا. ما بقى غير الرحيل). لكنه في المساء يفكر بالبقاء: (أيها الشاكي لمن تشتكي جور الزمن؟ ما رأيت من غير ثمن حد قد نال المنى... لا تفكر بالرحيل..). أبي أيها الانسان.. الفاتحة على أرواحنا , فنحن من توفينا. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك