كان كوباً رائعاً من الشاي في أحد شوارع الحالمة زاد من روعتها لحظات الشروق، ونسيم الهواء، وترانيم الطيور غير أن اللحظات الجميلة لا تدوم فقد تفاجأنا ودون سابق إنذار بأحد المالكين للبوفيه - ضخم الجثة غليظ الطباع - ينهال على أحد العاملين لديه باللكمات والركلات مطعمة بالشتائم ومذيلة بالتهديدات. - ساد البوفيه جو من الصمت، لا أدري هل أخرستنا المفاجأة، أم كنا جبناء عن نصرة العامل الضعيف الجسم والحال، اكتفينا بمعاتبة المالكين على ما صنعه شريكهم أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكناً. - عاد العامل لعمله في صمت وكأن شيئاً لم يكن وكأن اللكمات والرفسات كانت أحضاناً وقبلات عاد وقد فقد روحه المرحة التي كان يملأ بها قلوبنا أثناء تقديم الطلبات . - تخيلت نفسي (كيف لو كنت مكانه)؟ كيف لو سكت الجميع عن نصرتي في موقف أنا فيه ضعيف محتاج لعملي وهم أقوياء مستغنون بأعمالهم ؟ هل سأغفر لجميع الحاضرين ؟!. - أعتقد أني لن أتوانى أن أصب اللعنات الصامتة على جميع الحاضرين ملاكاً وزبائن ، لن أتردد أن أوجه ركلات الانتقام وصفعات التشفي في المستقبل القريب، وعلى الباغي والصامت تدور الدوائر. - أتساءل: إذا كان هذا تاجراً صغيراً منحته الأيام الحق في استعباد الخلق والتجرؤ عليهم، فكيف ببعض التجار الذين أفسدوا في البلاد وأكلوا حقوق العباد. - اللعنة على الحاجة التي أذلتنا فخسرنا كرامتنا، اللعنة، على الخوف الذي أغلق أفواهنا وغل أيدينا عن نصرة المظلوم، اللعنة على النظام السالف الذي ألجأنا إلى كل تاجر يعبث بأرزاقنا، اللعنة على كل تاجر يستقوي بماله فيطغى على عباد الله، اللعنة على الوطن الذي لا يأخذ الضعيف فيه حقه غير متعتع . رابط المقال على الفيس بوك