بين صرخة الأمس الشاخصة نحو المدنية وواقع اليوم الملبد بالمعاناة فجوة شاسعة جعلت من الصرخة مجرد صدى في حفرة لا يصل صداها إلى الأسماع، فجوة مصطلحها الأكثر وضوحاً العمالة التي تعتبر التوجه غير المشروع للمعارضة بشقيها؛ وأي شيء يخرج عن إطار المشروعية يفقد قيمته ويمثل جانب الضعف أكثر من القوة، حيث تصبح المعارضة الثائرة مجرد أداة لتمثيل مخططات وسياسات الجهة المرتهنة لها، فيضيع المعنى الروحي للثورة لتنحصر في النتائج فقط، وهي تحقيق مصالح معينة تكون أفظع بكثير من قُبح النظام الذي ثاروا عليه لتحقق بذلك مساواة لا يخفيها المنطق من حيث غياب الوطنية وحضور العمالة التي ترفع قبعة الاحترام في وجه من يساعدها دون النظر إلى الأساليب والوسائل المتبعة وبغض الطرف عن القيم والمبادئ الوطنية التي تسقط هي الأخرى في وحل الغاية تبرر الوسيلة ليبقى بذلك الوطن محصوراً في زاوية تصفية الحسابات بين نظام يوصف بالديكتاتوري والمستبد وبين معارضة تنتهج ما هو أسوأ من الاستبداد والديكتاتورية من حيث الوسيلة المستخدمة، فإذا كان النظام يحكم بعقلية قمعية، فالمعارضة حين ترتهن إلى الخارج فهي تثور بعقلية متاجرة، حيث تقايض أهدافها بضياع وتدمير وطن، إذاً لا فرق بين نظام مستبد وديكتاتوري ومعارضة تنتهج عمالة طغيانها أكثر فتكاً وفساداً. بقايا حبر: يا من تكتبون أحلامكم بحبر الظلام،،، لا تتذمروا في وجه الأيام؛ فهي لا تقرأ سوى أبجديات النور. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك