عندما تتحوّل الثورة كقيمة إنسانية تتجسّد في مجموعة قيم ومبادئ إلى مجرد حدث كبير يختل التوازن في القناعة لدى من ينظرون إلى الواقع بعمق ليلتمسوا ولو دليلاً واحداً يثبت أن الثورة كانت هنا أو مازالت هنا؛ لا شيء سوى تلك التضحيات بالدماء والأرواح التي كان لها الفضل الكبير والدور البارز في تجسيد هذا الحدث. ربما هذا التوصيف قد لا يعجب الكثيرين ولا يتماشى مع الأمزجة الحزبية التي تتفنّن في التحليلات غير المنطقية التي لا تقبل القياس على المعطيات الواضحة. نحن مازلنا نعاند ونكابر وللأسف من منظور غير عقلاني لننتصر في رهان خاسر على ثورة تحوّلت بتنازلات كبيرة وتدخُّلات كثيرة إلى أنصاف حلول نتائجها ما نراه الآن: - إنفلات أمني تقف وراءه تنظيمات مدعومة وتنفّذه أجساد مُخدّرة وعقول مسلوبة. - غياب ممنهج للنظام والقانون يغطّي مكانه بندق القبيلي ومرافقو الشيخ. - فساد علني تدعمه تناحرات حزبية ومحاصصات سياسية بوقاحة غير مسبوقة وتمرُّد غير معهود. - انتشار كائنات مجرّدة من الوطنية وعديمة الولاء؛ ترفع الحرب كشعار بائس مبرّرة الارتزاق، تزايدهم المخيف وثروتهم المشبوهة حوّلتهم إلى كيان له وجود سياسي واقتصادي واجتماعي وفكري وإعلامي، كل هذه العناصر أخرجتهم من دائرة المساءله إلى ساحة المشروعية بالرغم من العمالة المتجلّية في الكيفية التي يقايضون بها الوطن..!!. - حضور التطرُّف بمفهوم انتقامي يستنجد به أولئك الذين فقدوا سبيل العودة إلى المسرح المهجور والأدوار الإجرامية. - وما خفي كان أعظم...!! بقايا حبر: في وطني... يسكن الخوف جوار أحلامنا...!! على مرى طفل تحتضر الإنسانية على مسمعِ أم يموت الأمن،، على جبينِ أب تخسف الحياة.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك