رمضان . . اسكب الأنوار فجراً في قلوب مظلمة ، املأ الأرواح طهراً في نفوس هائمة ، اجعل التقوى دليلاً كي تعود إلى الطريق أمَّةٌ عزًّت وسادت يوم عاشت مسلمة. رمضان . . دمعة العاصي بليل خجلة ممن عصاه ، سجدة الملهوف للرحمن يستجدي رضاه ، موجة الإيمان ألقت نحو شطآن النجاة ، نعمة من فضل ربي جلَّ ربي في علاه. رمضان . . قوة الإيمان في حربٍ لظاها دائرة ، نجدة الأقصى الذي يشكو الجراح الغائرة ، دمعة المسكين أمحوها بوعد لن يغيب : نصركم آتٍ قريب . . يا قلوباً طاهرة رمضان . . مرحباً بك زائراً حبيباً . . غائباً هزَّنا الشوق إليه . .قادماً ساقه إلينا الحنين. رمضان . . هذا هلالك يسبقك . . يطلب الإذن ويطرق الباب ليدخل ، فعلى الرحب والسَّعة ، وعلى العينين والرأس. رمضان . . انشر نورك في الأرجاء . . بدِّد ظلمات الأهواء . . اقتل فينا بذر الشر . . اغرس فينا حُبَّ الخير . . اشفِ القلب من الأهواء . . يا الله . . جفَّت مآقينا فأدركها ، وأرهقت كاهلنا الذنوب فخفِّفها ، وتلاحقت على أفئدتنا الشهوات فواسها ، وتدنَّست الضمائر والنيات فطهَّرها ، وتوالت صيحات الاستغاثة فأنقذها!! الأعزاء الكرام : ما دورنا في رمضان ؟! دورنا أن نجعل من رمضان محطَّة تزوُّد للجنة ، ودورنا أن نتسلَّح فيه بالطاقة ونتجهَّز بالعزم ، ودورنا أن نجعل منه وقفة الحساب وصفحة المراجعة وخُطَّة الإصلاح ووثبة الانطلاق. رمضان زائر ونحن مزورون فأين واجب الضيافة ؟! رمضان بحر ويوم العيد ساحل فكم سيبلغ صيدنا قبل بلوغ الساحل ؟ رمضان لؤلؤة تنتظرنا في أصداف الأيام فأين قاصد البحر الهمام ؟! أين الغوَّاص المقدام؟! يا عيوناً جفَّتْ من قلة الدمع . . هذا موسم المطر ، يا قلوباً أقسى من حجارة الجبل . . اهبطي من شدَّة الوجل ، يا نفوساً تائهة . . يا شخوصاً خاوية يا حيارى في صحاري مهلكة ، رمضان أقرب أمل . . أرجى أمل، آخر أمل، فأغلقوا باب الكسل . . وافتحوا باب العمل. وختاماً نقول : اللهم اجعل رمضان هذا العام غير أي رمضان فات ، وأيقظنا فيه من رقدات الغفلات ، وانفخ فيه من روحك في جثث القلوب الهامدات . اللهم استجب ! “ د.خالد أبو شادي من الطارق وبتصرف [email protected] رابط المقال على الفيس بوك