«2» انتقلوا من “قيفة رداع” التي يتقاتل سكانها ليل نهار ولا تهدأ فيها العمليات القتالية حت تندلع من جديد وتحصد الأجساد الطرية واليابسة إلى قرية صنعاء والتي أضحت “ مركزاً سياسياً” وسميت “مدينة” مجازاً وهي التي تشبه “قرية رداع” التي لا تختلف جوهرياً عن “أمانة العاصمة” من الناحية الديمغرافية ومن حيث غرقها في لجة الظلام القتالي، ونقلوا معهم وجودهم الاجتماعي وثقافتهم المتخلفة وبدأوا في ممارسة السلوك المتوحش حتى وهم يسكنون في حي سكني راق شارع بغداد وتجلى سلوكهم في قواعد الاشتباك التي اتبعوها في خلافهم مع الضابط والبرلماني عثمان صالح العبسي والموصول باشتباكات مسلحة ابتدأت في شارع الستين حينما اعترض مسلحون من “بيت الذهب القيفي” طقم شرطة واطلقوا عليه وابلاً من الرصاص مروراً بالمواجهات المسلحة في حي بغداد بين “بيت الذهب” وأسرة الضابط والبرلماني عثمان صالح العبسي أدت إلى قتل الضابط في البحث الجنائي بسام عثمان العبسي واصابة الضابط غمدان عثمان العبسي واصابة العديد من المسلحين من الطرفين وما زالت القضية قيد الإعداد للمواجهات القادمة وغياب أجهزة الدولة هو الأبرز. وبيت الذهب القيفي يصرخون بعالي أصواتهم «نريد دولة.. نشتي دولة» وهم انتقلوا من قيفة هرباً من عدم وجود دولة واعتقادهم أنهم لجأوا إلى صنعاء مركز الدولة.. وعثمان العبسي الضابط والبرلماني هو الآخر يريد دولة بل هو يعتقد أنه “ضابط نظام” وجزء من الدولة ولكنه وجد نفسه مرغماً لخوض غمار نشر الفوضى والصراخ “نشتي دولة” وهو ضحية الفوضى أيضاً. التقيت الضابط والبرلماني عثمان صالح العبسي في مقر صحيفة “الأولى” يوم الجمعة 28يونيو 2013م، أي قبل المواجهات العسكرية بينهم وبين “بيت الذهب القيفي” وفوجئت أن سيارته مملوءة بالمسلحين فأصر على إيصالي إلى حيث أسكن، أبديت له امتعاضي من رفقته المسلحين إذ عرفته يتنقل قائداً لسيارته بدون أسلحة ولكنه قال.. اطلع وستعرف السبب. وفي الطريق حكى لي نصف الحكاية وسط انقطاعات النقاط العسكرية التي كانت تبحث عن ترخيص حمل السلاح، وقال بأن البداية كانت عندما أراد بعض مسلحي بيت الذهب إدخال سيارة إلى “حوشنا” بدون إذننا الأمر الذي رفضناه ففوجئنا بإطلاق النار على منزلنا و إرعابنا والأمور ، الآن تتصاعد وما فيش دولة حتى نلجأ إليها فاضطررنا لحماية أنفسنا كما ترى!!؟ كلاهما، أسرة الضابط والبرلماني وأسرة الذهب، يبحثان عن دولة غائبة لفض الاشتباك بينهما ومنع استمرار الترصد والقتل الذي أضحى واحدة من حقائقهم، من مِن هؤلاء سوف يخضع لدولة أخرى ما قبل الدولة هي دولة الأعراف التي لا تصل إلى الحلول النهائية؟ وعلى بعد عشرة كم جنوب حي بغداد اندلعت العملية القتالية بين مسلحين من “بيت طعيمان” وآخرين وعلى “ مقبرة” يرقد في ثراها جثامين كل يدعي أحقيته وملكيته، والمهم أن الطرفين تمترسوا وراء اللا دولة وتبادلوا إطلاق النار بدون توقف واعتقد بأن العدائيات بين الطرفين وبين السكان العزل الذين غرقوا في رعبهم... وهؤلاء يدعون أنهم يعيشون في رحاب دولهم الخاصة انتظاراً لظهور دولة تخدمهم وتفشل فوضويتهم وتحقن دماءهم وتصون أملاكهم وتحيل المخطئ والمعتدي إلى قضائها النظيف.. إنهم أيضاً “يشتوا” دولة، وفي ظل حملهم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فلا يمكن انتظامهم في منظومة دولة.. وفي شمال قرية صنعاء المدعوة عاصمة اغتالت أياد مجرمة موظفاً عاماً في وزارة العدل كان آيباً إلى منزله وأردته الرصاصات مضرجاً بدمه وأين؟ على شارع يدعى “القيادة” وأمام مبنى وزارة الإدارة المحلية.. الموظف هو عبدالقيوم أحمد العزي تقول المعلومات الأولية بأن مسلحين على دراجة نارية أطلقا النار على رقبة عبدالقيوم فأرداه قتيلاً... الجناة اختفوا كما اختفوا في عمليات جنائية أخرى وقعت أمام بوابة المؤسسة الاقتصادية وفي أماكن مختلفة والتحدي هنا للدولة الغائبة المفجوعة. يتبع رابط المقال على الفيس بوك