أطيح برئيس مصر (المنتخب) محمد مرسي العياط عسكرياً، ولما تمض سوى ساعات على الاحتفالات بانقضاء السنة الأولى رئاسة، وسكتت أصوات المحبين وعلى رأسهم أسرته الصغيرة (وعشيرته) الكبيرة وأهله الذين خصهم بتحياته وتطميناته لهم في آخر خطاب له بأنه باق وقوي وحثهم (بقوله) : اوعوا تصدقوا الإشاعات والأكاذيب التي يروجها أعداء الثورة، أي أنصار النظام السابق والدوائر الأجنبية. وفي الثلاثين من يونيو الماضي رد أكثر من مليون متظاهر في ميدان التحرير وسط القاهرة على تظاهرات حزب الحرية والعدالة المتفرقة، وأسموا هذا اليوم بيوم استعادة الثورة والشرعية الشعبية، وكانت طائرات الهيلوكوبتر تحلق فوقهم رافعة الأعلام المصرية، ولوحوا لها بأيديهم، ورد الطيارون التحية من نوافذها، وعلى الفور اتهم الإخوان المسلمون الجيش بأنه يدعم جبهة الإنقاذ، وأن هذا انقلاب على الشرعية الدستورية وعلى الديمقراطية والشعب المصري الذي انتخب الرئيس مرسي بالإجماع. ووقعت حوادث كثيرة ومسيرات واعتصامات متضادة في القاهرة وسيناء والإسكندرية ورفح وقع فيها قتلى وجرحى قبل وبعد بيان الفريق عبدالفتاح السيسي الذي أنذر كل الفرقاء بضرورة الابتعاد عن جر المصريين إلى حرب أهلية، واجتمع بعدد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية، وتشاور معهم في أفضل الطرق لإخراج مصر من دائرة الخطر التي أحكمت حلقاتها بسرعة، ووافقه شيخ الأزهر وبابا الأقباط وزعماء الأحزاب التي لم تكن قد حددت موقفها من المتحاربين إعلامياً وميدانياً. لكن صباح الاثنين الماضي أبلج على أضواء حمراء في السماء والأرض، وفور انتهاء صلاة الفجر نقلت قنوات تلفزيونية غير مصرية نقلاً مباشراً من ميدان رابعة العدوية ومحيط مقر الحرس الجمهوري ما قالت إنها مجزرة في حق المصلين المعتصمين في الساحة وداخل المسجد المجاور، وأظهرت عدداً من القتلى والجرحى وسيارات الإسعاف والخطباء الذين كانوا يتحدثون بأصوات متهدجة متحشرجة يستنجدون بالمصريين والإخوان والأشقاء لإنقاذهم من مذبحة لا مثيل لها في التاريخ على أيدي السيسي وجيشه حسب قولهم. بينما اتهم الإعلام الرسمي من أسماهم المتطرفين الإرهابيين بمهاجمة نادي ومقر الحرس الجمهوري بالأسلحة النارية في تلك الساعة، أي أثناء صلاة الفجر، وأن عدداً من الضباط والجنود قد لقوا حتفهم دون سابق إنذار، وأنه قد تم إلقاء القبض على عدد من المهاجمين، ويُجرى التحقيق معهم، بالإضافة إلى العثور على أسلحة مخبأة ومصنعة محلياً والقبض على الأشخاص الذين ألقوا بعدد من الأطفال من فوق إحدى العمارات بالإسكندرية يوم السبت الماضي بعد تقطيعهم أو طعنهم بالأسلحة البيضاء على أيدي مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي. كما أكد ذلك والد الطفل الذي شوهد وهو يهوي إلى الأرض بأيدي مجموعة من الرجال التابعين لحزب الحرية والعدالة.. وهكذا يكون المصريون على أعتاب ربيع كان قد يطول تدك وتحرق فيه مكتسبات مصر وحضارتها وتراثها وآثارها بل وجيشها المستهدف داخلياً وخارجياً، فنسأل الله لنا ولهم السلامة بفضل شهر رمضان المبارك. رابط المقال على الفيس بوك