هناك اصطلاحات عن الديمقراطية هي: 1 الديمقراطية السياسية؛ والتي تعني التعددية السياسية والتنافس الانتخابي بين الأحزاب السياسية على حكم الشعب، من خلال صناديق الاقتراع، وحسب أصوات الأغلبية يكون الشعب قد فوض هذا الحزب أو ذاك لحكم البلاد لفترة كذا من السنين. لكن يجب أن ندرك أن مثل هذه الديمقراطية الصورية أو الشكلية التي يباهي بها الغرب العالم، عليها الكثير من الملاحظات وأولها وأهمها أن العديد من الأحزاب عمّرت في الحكم لعشرات السنين دون أن تتغير؛ وذلك ما يمكن أن نسميه الديكتاتورية «الديمقراطية»!! فمثل هذه الديمقراطية لا تتغير فيها حتى وجوه السلطة على مدى عقود من الزمن. 2 الديمقراطية الاقتصادية؛ وهي التي تعني تحرير الإنسان اقتصادياً من الاستغلال والاحتكار والجشع، والمغالاة من قبل قلة تهيمن وتستحوذ على الاقتصاد إنتاجاً وتجارة ونقداً دون الأغلبية الساحقة من الشعب التي تقوم بمعظم العملية الإنتاجية ودون أي عوائد سوى الفتات، هذه القلة بتحالفها مع قوى أخرى اجتماعية ودينية وقبلية ومتنفذة في قطاعات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية تستحوذ على السلطة مباشرة أو غير مباشرة، وتنفرد بالثروة والموارد دون الشعب.. مما يجعل الديمقراطية السياسية دون الديمقراطية الاقتصادية هي ديمقراطية شكلية وصورية. 3 الديمقراطية الاجتماعية؛ ونقصد بها تحرير الإنسان من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية الظالمة، وتحرير الإنسان من الثقافة المتخلفة ثقافة العادات والتقاليد البالية، ومن التفكير الاجتماعي والخرافي الذي يضع الإنسان تحت سطوة وهيمنة واستغلال نظام اجتماعي أبوي على مستوى الأسرة وعلى مستوى السلالة، ومستوى العشيرة، وعلى مستوى القبيلة، ويجعل من الفرد عبداً مسيراً من قبل القوى الاجتماعية الإقطاعية الظالمة، وعليه فبدون الحرية الاجتماعية والاقتصادية لا يمكن أن تكون الديمقراطية السياسية سوى ديمقراطية شكلية صورية. إن الديمقراطية الحقيقية هي مجموع منظومة الحريات الإنسانية دون تفريط بأي منها.. فإذا تم انتقاص واحدة من هذه المنظومة اختلت كلها وتصبح عوراء، أو عرجاء.. كما أن الديمقراطية الصحيحة لا يمكن أن تحلق بدون أجنحة، أي أن الديمقراطية السياسية كجسد طائر بدون أجنحة غير قادرة على الطيران إلا بجناحيها الديمقراطية الاقتصادية وتحرير الإنسان من العلاقات الإنتاجية الظالمة، وكذا الديمقراطية الاجتماعية كجناح ثان بتحرير الإنسان من العلاقات الاجتماعية الإقطاعية الظالمة، وبدون ذلك فالديمقراطية عبارة عن تظاهرة زائفة شكلية صورية.. فاقدة للجوهر. رابط المقال على الفيس بوك