احتفى الزميل فتحي أبو النصر قبل أيام في صحيفة الجمهورية برسالة عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى أبيه الشيخ يوسف القرضاوي ..مثله - في الاحتفاء - مثل بعض الصحف التي احتفت بالرسالة نفسها والذين يحملون جميعاً موقفاً واحداً تجاه أحداث مصر الأخيرة...والسؤال هنا ..ماذا لو كانت نفس الرسالة وتحمل نفس الخطاب الموضوعي والعقلاني الذي امتدحه فيها أبو النصر- ولكن محتواها واتجاهها عكس اتجاه تفكير ورأي فتحي أبو النصر وما يطرحه.. هل كان سيحتفي بها ويضمنها عموده اليومي في صحيفة الجمهورية.. أو على الأقل قراءتها وبحيادية؟. في المقابل هناك من احتفى بمقال الكاتب عبد الكريم الرازحي في صحيفة اليمن اليوم منتقداً فيه تدخل العسكر وأحقية بقاء مرسي في منصبه الذي لم يستو بعد على العرش ولم يعرف خبايا القصر ...الخ حد قوله وكرئيس منتخب ديمقراطياً. ما أريد طرحه هنا هو عن ثقافة الانتقاء التي تجعل البعض يقبل ويحتفي بكل ما يتوافق مع آرائه وتوجهاته ولو كان ما يطرح ليس عقلانياً أو موضوعياً ويتنافى مع مبادئ الحرية والديمقراطية ويتنافى أيضاً مع أطروحاتهم السابقة ومبادئهم التي كانوا يعلنون عنها. وفي المقابل يرفضون كل رأي أو طرح وإن كان واقعياً وموضوعياً وعقلانياً ومدعماً بالأدلة والشواهد.. وذلك لأنه يتعارض مع آرائهم وتوجهاتهم في ذلك الموضوع، وفوق هذا يمارسون الإقصاء والرفض في حق الطرف الآخر المخالف لهم. قبل سنوات كثيرة كانت أصابع الاتهام توجه للإسلاميين بأنهم إقصائيون ويضيقون ذرعاً بمن يخالفهم الرأي إلى آخر تلك الاتهامات.. ومع الحرب الإعلامية الشرسة ضدهم كدنا نصدق تلك الاتهامات. حتى جاءت ثورات الربيع العربي وما تبعها من استحقاقات انكشفت على إثرها سوءات أولئك دعاة الحداثة واتضح أن الإسلاميين أكثر تمدنا وتقبلا للمخالفين في الرأي..أمرٌ آخر ما جرى ويجري في الشأن المصري والانقلاب العسكري على حكومة الإخوان الشرعية ..فقد هللو وأدوشونا عن الحشود البشرية في 30 يونيو مع احترامنا لتلك الحشود ومطالبها ..وفرحوا وصفقوا رغم ما كانوا يرددون عن حكم العسكر ورغم معرفتهم بالقوى والأطراف الخارجية المدبرة والداعمة لهذا الانقلاب ..هذه الأطراف التي دائما ماكنوا يكيلون لها الشتائم في المقابل يتعامون بكل لؤم عن الحشود المليونية التي خرجت دفاعا عن ثورة 25 يناير وعن الشرعية المستلبة بعد أن انكشف للكثير حجم المؤامرة على ثورتهم.. وفوق هذا يديرون ظهورهم ويصمون آذانهم بكل وقاحة عن ما يجري في ظل النظام الجديد من اعتقالات وانتهاكات لقيادات الإخوان.. والأعجب والأنكأ صمتهم تجاه تلك الدماء وتلك المذبحة للمعتصمين وما تسمى بمذبحة الحرس رغم ما كانوا يزعمون ويرددون أن غايتهم وهدفهم هو الإنسان واحترامه أياً كان انتماؤه واتجاهه ..أليست هذه قمة الازدواجية العجيبة؟. .وهي أعجب وأشنع من أولئك مدعي الحداثة والمتشدقين بمبادئ وقيم الإنسانية.. مما سبق يتضح أن أولئك في أطروحاتهم وقبولهم للآراء ينطلقون من أيديولوجياتهم وتوجهاتهم وأحقادهم..ولا مدنية ولا حرية ولا ديمقراطية ولا إنسان ولا بطيخ. شُرفة: رمضان قدهلاً هبةً من المولى أهلاً بطلعته وبنوره أهلا ساعاته ذهبٌ بل إنها أغلى وصيامه عسلٌ أو ربما أحلى فاغنم دقائقهُ إن شئت أن تُعلى واهنأ بواحته واستعذب الوصلا رابط المقال على الفيس بوك