أثارت تصريحات القرضاوي المحذرة من المد الشيعي في المناطق السنية حنق عدد من الشخصيات الشيعية، ومنها المرجع اللبناني محمد حسين فضل الله، والإيراني محمد علي تسخيري، كما تفاعلت أيضاً في الوسط السني. فقد اعتبر فضل الله تلك التصريحات تثير الفرقة وتتنافى مع مقاصد الاتحاد العام للمسلمين - الاتحاد العام للمسلمين - اسم المنظمة التي يرأسها القرضاوي. أما تسخيري فدعا القرضاوي إلى التخلي عن هذه التصريحات والعودة إلى نهج الاعتدال، الذي هو التقريب. القرضاوي كان حذر مما وصفه ب «تنامي المد الشيعي في المنطقة ومحاولة الشيعة غزو البلاد السنية بمذهبهم بما لهم من ثروات وكوادر بشرية مدربة على التبشير، خاصة وإن المجتمع السني مهيأ لذلك؛ لأن العلماء السنة - في رأيه - لم يحصنوا الأتباع من الغزو الشيعي». حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني الشيعي هو في نظر القرضاوي متعصب لمذهبه، لكنه في ذات الوقت -والحديث للقرضاوي- أفضل من غيره من المتخاذلين القاعدين. القرضاوي الذي كان حمّل الإعلام الغربي في يوليو الماضي مسؤولية إبراز بعض الشخصيات مثل أبو قتادة وأبو حمزة المصري؛ باعتبارهم شيوخاً أو مراجع دينية، وهم غير مؤهلين، لذلك دافع عن تصريحاته الأخيرة بشأن التحذير من المد الشيعي في المناطق السنية بالقول : ما قلته عن محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، أنا مصرّ عليه، ولا بد من التصدي له، وإلا خُنّا الأمانة، وفرطنا في حق الأمة علينا، وتحذيري من هذا الغزو هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهددها نتيجة هذا التهور. من جانبه انتقد حسن هاني زاده المحلل السياسي لوكالة مهرالإيرانية بقوة تصريحات القرضاوي بالقول إنه تحدث بلغة تتسم بالنفاق والدجل وتنبع عن أفكار تحمل الطابع الطائفي. الأزهر لم يكن بعيداً في هذه القضية، فخطورة المد الشيعي في نظر الأزهر ليست دينية بل من خلال ولاء الشيعة لإيران.. يقول الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر رداً على انتقادات زاده بالقول: إن المد الشيعي واقع ملموس، وخطورته ليست دينية بقدر ما هي سياسية لأنهم يدينون بالولاء لإيران. القرضاوي الذي وجه مؤخراً عديد دعوات متحدثاً باسم الإسلام ودون التحيز لمذهب أو طائفة ينطلق في العادة من رؤيته الإسلام ديناً يدعو إلى السلم والحوار بحسب ما يتبين من خلال أطروحاته. فقد دعا من وصفهم ب "أهل الحل والعقد" مثلاً إلى عدم ترك مهمة الدفاع عن الأمة في أيدي الحكام، مشيرا ًإلى أن الإسلام يدعو إلى "خلق توازن قوي" للوصول إلى ما سّماه "السلم المسلح لردع أعداء الأمة، وهي رؤية لا تختلف والمبدأ الشيعي، وهو أيضاً حين نفى الشبهات التي تثور حول تعارض بعض أحكام الإسلام مع مبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير مؤكداً دعوة الإسلام إلى الشورى وتعزيز الحريات لم يتعرض للرؤى المذهبية ، فما الذي حدث ياترى لتفتح جبهة من هذا النوع مؤخراً.