أمس الأول قتل اثنان في ساحة التغيير بصنعاء وقبله قتل شخص في مسجد وكل يوم نسمع عن قتيل هنا أو هناك لا يهم من أي لون اوقبيلة هذا القتيل اوذاك فهو قتل لكل الناس .... عندما يستسهل أي مجتمع الدماء فإنه يصاب باللعنة ويحوم حول الكفر مهما ادعى غير ذلك لأن الرسول الأكرم قال «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» ....«ومازال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً » «ولهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم » هذا هو ديننا يصون دم الإنسان ويكرمه بينما نوغل نحن في المخالفة والبعد فتهان عندنا الدماء وتصبح لعبة عادية يقتل الرجل على امر تافه وربما على كلمة لا تستحقاً للوم ، انه الشقاء والجهل لا اقل و لا أكثر ... إن المجتمع بحاجة إلى تربية ثقافية والى هزة وهزات توقظ وجدانه وترفع لديه حرمة الدماء وإدانة القتل وتجريم القتلة والسعي إلى تنفيذ العدالة أياً كان القاتل أو المقتول والعمل كمجتمع على تطبيق شرع الله طلباً لحياة المجتمع بأكمله(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)... خاصة ونحن شعب مسلم ومرجعيتنا هي الإسلام وعدالته .. اذا لم يكن عند البعض مانع على هذه المرجعية او نية للعبث بالهوية كوسيلة ابتزاز سياسي فنحن في عصر الانحطاط واسترخاص القيم والدماء ..... نعم القتل عملية مدانة سواء كان القاتل أو المقتول أسود أو ابيض حوثياً أو مؤتمرياً أوإصلاحياًِ أو يهودياً اوصومالياً فحرمة الدماء يجب أن تعلوا ويجب أن يرتفع عندنا قيمة دم اليمني والإنسان بصورة عامة إذا أردنا ان نتسق مع إنسانيتنا وديننا وأن نؤمن لوطننا مستقبلاً كريماً وآمناً .... إن تحقيق أمن المجتمع وكرامة الإنسان والوطن مستحيل ما لم يصن دم الإنسان وماله وحقه في الحياة الكريمة والحرة سواء كان ضعيفاً أوقوياً غنياً أو فقيراً، باعتبار أن الناس سواسية وهذه السواسية هي جوهر الإسلام وعماد الإنسانية الكريمة وأساس المواطنة التي يجب أن نبنيها جميعاً على قاعدة صيانة الأعراض والأموال والدماء ،وهذا الحماية والصيانة لا يمكن أن تتم إلا إذا اعتبر كل إنسان أن الدم المراق لإنسان ما هو قتل لكل المجتمع (من قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأرْض ِفَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) والدفاع عنه وتحقيق العدالة تخص الفرد كما تخص المجتمع بدون تمييز او انتقاء ... وهنا يبدأ بناء المجتمع الكريم وتحقيق صورة المجتمع الفاضل «اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» وهذا لا يتأتى الا بحماية الحقوق والغضب للانتهاكات مع من عرفت ومن لم تعرف . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك