“وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا” صدق الله العظيم. أرعبتني هذه الآية الكريمة بقدر ما أسعدتني؛ إذ إنّ ما يخفى على الناس في تعاملنا مع الله أكثر مما هو ظاهر لهم.. رغم أنّ البشر لا يوقنون إلا بالظاهر ويبنون عليه كل تأويلاتهم رغم الإجحاف الكبير الذي ينتج عن هذا اليقين. وقد ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه “إن الله يحب التقي الخفي المؤمن الذي إذا غاب لم يُفتقد وإذا حظر لم يٌعرف.” .. وما أكثر هؤلاء الذين ترى مِسحَة اليقين الإلهي في وجوههم سواء فقراء مال أو أغنياء.. وفرق كبير بين غنيّ تقيّ خفيّ وبين فقير دعيّ لا يراعي الله ولا خلقه في شيء فهو بذلك خسر الطرفين . وتقوى الله لا تعني الظهور بالالتزام أمام البشر فقط .. وإنما في أساسها هي أسرار العبد مع الله وخوفه من عقابه وشوقه لرضاه حين يتخلّى عن المحرمات وهو قادر على فعلها دون أن يُكشف أمره، لكنه يتّق الله ويتجنبها دون رياءٍ أو مطلب سمعة بين الناس.. وفي ذلك يقين كامل وعذوبة روح وزهو علاقة فطرية بين مخلوقٍ وخالق.. ورزق طيّب من حيث لا يدري.. ومخارج خير من كل الشرور التي تتكاثر على المرء كلما كان بعيداً عن فاطر السموات والأرض جلّ في عُلاه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك