نعرف أن هناك علاقة كبيرة بين رمضان وكثير من المأكولات والمشروبات على اختلافها .. ففي وقت الإفطار من كل يوم تزدحم الموائد بأصناف شتى من الأطعمة وتحتشد فيها صنوف من الكيك والكعك والحلوى إضافة إلى ما هو مألوف ومعروف في رمضان. وهكذا يتحول رمضان في بعض المنازل إلى ولائم مصغّرة يلتهم فيها الأفراد كل ما تجود به الموائد غير عابئين بما قد يسببه ذلك من ضرر على معدهم وبطونهم الخاوية طوال النهار .. فيتراكم الأكل بشكل غير صحي في المعدة, مما يجعلها تتلبّك وتضطرب وربما جلب النهم الزائد للأكل إضرابات معوية تظهر تداعياتها على الجسم بشكل أو بآخر .. وهذا المشهد اليومي يذكّرني بمشهد حقيقي عايشته قبل اكثر من خمسة وعشرين عاماً في القرية .. كان صاحبه الحاج أحمد النجاشي ، رحمة الله عليه .. كان النجاشي رجلاً عجوزاً يعمل في قريتنا ولكنه على كبر سنه كان يعمل بهمة ونشاط .. وذات مرة شاركته غداءً ولم يكن في المائدة سوى النجاشي وأنا. فعندما بدأنا بالتهام الطعام .. لم تمضِ دقائق حتى وجدت النجاشي يتوقف عن الأكل للحظات وكأنه لن يواصل .. فاستغربت لذلك .. وقلت : كيف شبع وهو لم يتناول سوى بضعة لُقيمات .. ولكن زال استغرابي حين رأيته يواصل الأكل من جديد.. وهكذا كان يتوقف للحظات بين لقيمات وأخرى .. ولم أعرف سرَّ هذا التوقف وحكمته إلا بعد أن كبرت وأدركت ماذا يعني أن يستريح الواحد منا وهو يأكل؟. فهذه هي الطريقة الصحيحة والصحية في تناول الأكل.. أتذكر ذلك كلما انداحت أمامي مائدة من النوع الذي ذكرناه سابقاً .. فهل نفعل ما كان يفعله النجاشي لنتجنّب أضرار الأكل السريع والكثير؟ .. أم نملأ بطوننا بما لذَّ وطاب وليحدث ما يحدث بعد ذلك؟. رابط المقال على الفيس بوك