منذ الطفولة ونحن نعلم أن الشياطين تُصفد خلال رمضان، ولكن أن يتعمد البعض إطلاق ألسنتهم بالقذف والبذاءة خصوصاً أثناء فترة الصيام سيراً على مقولة «لا تكلم صائماً بعد العصر» فهذا أمر نعلمه ونتجاهله، حيث شكّلت هذه المقولة حقيقة تندرج تحت سقفها الكثير من السلوكيات الخاطئة والجرائم والحوادث ومن لا يصدق فليسأل قسم الشرطة ! شياطين الجن تصفد ولكن شياطين الإنس كيف نصفدها ومتى ومازالت تجرح روحانية رمضان بما لا يليق به، أبسط مثال (مضرابة) بالشارع تبدأ بين الأطفال وتنتهي بأقسام الشرطة، وكلام حاد بين الأطراف، وفي آخر الأمر تحل الأمور بعد الفطور وكل واحد يصلح سيارته ! كم تمر علينا مواقف تثبت أن شياطين الإنس هي الأحق أن تصفد، لأنها أكثر فتكاً وضراوة على حلاوة الصيام، هي التي تؤذي البشر أكثر من أذية الجن أنفسهم.. حتى في بيوت الله، تجد فلاناً يشتم فلان وآخر يلعن فلاناً، والسبب أن لم يكن على تمرة فسيكون على سمبوسة أو حتى على طابور ماء أمام ثلاجة المسجد، إنه أمر مؤسف خاصة أننا نعتبر شهر رمضان شهراً للتسامح وإشاعة المحبة والتآلف حتى بين المتخاصمين، ولكننا نشعر بالأسف والأسى حينما نسمع عن أخ يخاصم أخاه وأخرى تقاطع أهلها بل وتصل للبعض في أن تدخل علاقاتهم الأسرية إلى أدراج المحاكم بعد أن تحدث مشاكل وفتن وحوادث. أمام كل هذه الأمور يقبع الصوم كعذر لسوء الأخلاق وما هو كذلك وخلف كل هذه الأمور نسمع عذر شياطين الجن المصفدة والحق يقال إن شياطين الإنس هم من بحاجة للتصفيد. ثم بعد هذا أتساءل: لماذا يضع البعض فواصل لسلوكه ما قبل الإفطار وما بعد الإفطار وكما سمعتها من سائق باص ( بعد العَشاء افعل ما تشاء ) حينما نصحه أحد الركاب بضرورة احترام رمضان وإقفال الأغاني الصاخبة أو تخفيض صوتها على الباص ليلا ؟! فيحدث أن يصوم البعض نصف رمضان تاركاً نصفه الآخر لمشيئتهم، فكلام النهار يمحوه مدفع الإفطار وسلوكيات الصائم الممارسة نهاراً تتلاشى بسدول الظلام وكأن رمضان النهار والليل شهر آخر ... ألا تستحي أفئدتهم قليلاً وإن لم يستحوا فليصنعوا ما يشاؤوا .