«1-3» ثمة تجاوز لأيدولوجيات ، وتقارب في سياسات وتوجهات أحزاب وتنظيمات سياسية، وفرز و اصطفاف لأحزاب حكم ولأحزاب معارضة، و مواقف معارضة وغضب شعبي تجاه أنظمة حكم عربية ، متزامنة مع متغيرات محلية ودولية ، محدثة مظاهرات و احتجاجات و اعتصامات بفعل أزمات اقتصادية وسياسية منذ بداية العقد الماضي .. تحرك سياسي وشعبي أوجبته الحاجة إلى أنظمة حكم جديدة، قادرة على استيعاب متحولات و متغيرات محلية، إقليمية ودولية. فتفجرت “ ثورات الربيع العربي “ مع مطلع العام 2011م، ولم تستطع أنظمة الحكم الصمود أمامها، فتهاوى رؤساء تلك الأنظمة الواحد بعد الآخر، تاركين إرثاً ثقيلاً ، شعوباً “ منهكة “ بفعل سياسات و ممارسات خاطئة، و أحزاب حاكمة، كل ما تعمله هو خلق شرعية ومشروعية للحاكم ، أحزاب تتحكم في سياستها، مراكز قوى ومتنفذون، رافضون للتغير، غير مدركين لتبعات الرفض .. أحزاب غير مدركة لأهمية “ اغتنام الفرص “ وتعمل على أن تكون هي جزءاً من قوى التغيير، جزء من تحالف قوى ثورات الربيع العربي، جزء من أنظمة حكم جديد تأتي بانتخابات حرة ونزيهة، تأتي بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. ففي تحالف قوى ثورات الربيع العربي، غابة الأيدولوجيات ، وحضرت السياسة، وتوحدت في مواقف ورؤى عند إسقاط رؤساء أنظمة الحكم، لكنه عادت إلى الواجهة من جديد عند التوجه نحو استكمال تحقيق أهداف الثورة ، دون أن يعطى للسياسة وقت كاف، حيث يرى البعض أنه بإسقاط رؤساء أنظمة الحكم، تكون الثورات قد أنجزت أهدفها، وهذا ما نراه اليوم في مصر. صراع أيدلوجي عند تحديد وتسمية أعضاء لجنة صياغة مشروع دستور جديد، وعند الاستفتاء عليه، وعند انتخاب هيئات الحكم، مع أنه كان بمقدور قوى الثورة منح الأيدولوجيات إجازة مؤقتة - بدلاً عن نظام مؤقت يأتي به الجيش والأمن - لتبقى قوى الثورة متماسكة وموحدة وقوية ، قادرة على استكمال تحقيق أهداف الثورة، بصياغة مشروع دستور جديد والاستفتاء عليه، و إصلاح إداري ومالي وسياسي بعيداً عن المحاصصة و الاستحواذ على الوظيفة العامة ، وانتخابات حرة ونزيهة تأتي بسلطة تشريعية ورئيس دولة، عبر آلية تتفق عليها مكونات قوى الثورة، وبالتالي تهيئة البلاد لنظام ديمقراطي يؤمن بالرأي والرأي الأخر، ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة، فالديمقراطية ومصر ودول عربية أخرى بحاجة إلى الإخوان والقوميين واليساريين و الليبراليين، المهم في الأمر الاحتكام إليها، وهذا ما نتناوله في مقالات قادمة. رابط المقال على الفيس بوك