خاطب الملك المغربي الشاب جلالة الملك محمد السادس العقل الجمعي والعاطفة المتوهجة لدى الشعب المغربي الطيب بلغة متواضعة، رائعة التعاطي مع متطلبات عصرنة الواقع الاجتماعي، والعمل الجاد والمستمر للوصول إلى طموحات الإنسان المغربي، والذي يُعد الأكثر قابلية للتغيير والتطوير والعصرنة إذا ما تم مقارنته مع غيره من المجتمعات العربية سواء النفطية وغير النفطية فسنجده في المرتبة الأولى رغم إمكانياته المتواضعة. من يختلط بالوسط الاجتماعي المغربي تتأكد له صحة هذا الكلام وعظمة تأثير الخطاب الملكي في عقول وعواطف وتفكير وسلوكيات الشعب المغربي على اختلاف شرائحه في المدينة والريف، واستيعاب الجميع لكل كلمة فيه، لاعتقادهم وإيمانهم بأهمية ومصداقية ما يطرح من أفكار ورؤى وما يشير إليه أو يدعو له ويؤكد عليه من إصلاحات وخطط تنموية ومشاريع سكنية ومؤسسية تضاف إلى رصيد التنمية المستدامة التي ينتهجها المغرب من عقود. الذكرى الستون لثورة الملك والشعب التي قادها جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله تعالى كانت بوابة استقلال المغرب الأرض والإنسان، وبداية عهد جديد لا وصاية فيه لأحد على المغرب سوى المغاربة أنفسهم. دشنت ثورة التغيير والتنمية على يد حفيده الأمين الملك محمد السادس، تألقت المغرب في عهده وتحولت إلى مزار عالمي مفتوح للمستثمرين ورؤوس الأموال العربية والأجنبية، كما أن المغرب على مر القرون تلتقي وتتعايش فيه الأديان والحضارات والثقافات الإنسانية، في عهد هذا الملك الشاب رُد الاعتبار للكينونة المغربية التي تقاوم في أكثر من جبهة، وتصارع أكثر من عدو متربص بها يسعى للنيل منها والحيلولة دون وصولها إلى أهدافها وطموحاتها. إن جبهة جنوب المغرب أو ما يطلق على ملفها بملف قضية الصحراء المغربية يسعي المتربصون بالمغرب للدخول من خلاله بقصد تمزيق مجتمعه و إضعافه والنيل من ترابه ودوره الحيوي والسياسي والجغرافي والحضاري والثقافي والإنساني والتاريخي، يحاك حول قضية الصحراء المغربية دسائس ومشاريع وخطط خبيثة تهدف إلى استنزاف خيراته التي لو استطاع المغاربة المحافظة عليها واستغلالها لمكنت المغرب من الحصول على إمكانيات وثروات كبيرة تدفع بعجلة تنميته وتطوره في مسارات ونجاحات غير مسبوقة، تضع المغرب منافساً جيداً وعنيداً في الساحة العربية والإفريقية والأوروبية صناعياً وزراعياً وفكرياً وثقافياً وحضارياً وتقنياً، نظراً لتوفر العقول البشرية المتميزة واليد العاملة المدربة والماهرة، ناهيك عن القطاع الشبابي الكبير الذي سيرفد تلك المجالات التنموية ويعزز دورها وتألقها المستمر. ركز الخطاب الملكي على تذكير المواطن المغربي بأنه شريك أساسي في التنمية ومسئول مباشر عنها، وما يترتب عليه في المحافظة عليها والعمل الجاد لتطويرها، الأمر الذي يحفز المجتمع للعمل الجاد والمستمر من اجل النهوض والبناء المتسارع للمغرب الجديد. التركيز الأكبر للخطاب الملكي كان على أهمية تطوير العملية التربوية والتعليمية من خلال إصلاح وتجديد المناهج الدراسية بحيث تصل إلى درجة الطموحات الحقيقية للشعب المغربي، في الوقت نفسه، وشدد على تجنيب قطاع التربية والتعليم الاستقطاب الحزبي والصراعات السياسية المترتبة عليه، داعياً الجميع إلى تفعيل الميثاق الوطني للتربية والتعليم حفاظاً على تماسك ووحدة وقوة وانسجام وتلاحم المجتمع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك