الثالث من يوليو الماضي كان بيان الجيش والقوى المصرية المعارضة، إضافة إلى الأزهر، والكنيسة.. وقد قضى البيان بعزل الرئيس محمد مرسي، وتعيين المستشار العادلي رئيساً مؤقتاً للجمهورية، وتعليق العمل بالدستور، إلى جانب عدد من النقاط كخارطة طريق تنفذها الرئاسة المؤقتة، وحكومتها خلال فترة محددة. وعقب ذلك قامت الدنيا، ولم تقعد في الغرب الأمريكي والأوروبي ،معتبرة ذلك الذي حدث في مصر انقلاباً عسكرياً، بينما بعض الدول العربية كانت أولى الأقطار العربية التي أيدت التغييرات التي حدثت في 3 يوليو بقيادة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وأعلنت استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة لمصر في الجوانب الاقتصادية لتتغلب على مشاكلها. الكثير من فقهاء القانون ومن السياسيين والمفكرين والصحافيين في مصر، وخارج مصر، لم يجدوا فيما أقدمت عليه القوات المسلحة انقلاباً عسكرياً، وإنما كان استجابة لتلك الجماهير التي بلغت عشرات الملايين حسب تقديرات خبراء ومهندسين في ميادين التحرير والاتحادية وبقية محافظات مصر، والتي خرجت تدعو الجيش لتخليصها من حكم الإخوان في يوم ال 30 من يونيه، ولم يجد الجيش بداً من التحرك لإقناع الرئيس مرسي بالإطلال على الجماهير، وتقديم ما يقدمه لتهدئتهم، لكنه طلع بخطابين زاد من توتير الشارع.. فما كان بعد الخطابين سوى قيام الجيش بواجبه، وقدم خارطة طريق نزولاً عند رغبة الجماهير.. وعليه فإن الجيش هنا لم يقم سوى بما أرادته الجماهير وعزف عن السلطة، بتعيينه فوراً رئيساً مدنياً للبلاد ولتنفيذ خارطة الطريق التي أقرتها القوى السياسية المعارضة والأزهر والكنيسة وانضم إلى الجيش أيضاً الأجهزة الأمنية ممثلة بوزير الداخلية ،وبهذا يكون ما حدث عبارة عن ثورة شعبية لاستعادة ثورة 25 يناير ومصر ممن سعى لسرقتهما على حين غفلة. الفريق أول عبدالفتاح السيسي ظهر بطلاً قومياً، وشجاعاً، ومخلصاً لمصر بالنسبة للمصريين.. بينما رآه الغرب ببزته العسكرية، وشخصيته، وكارزميته “ عبدالناصر” جديد.. لذا بدأت تدخلاتهم ومشاريعهم وتعليقاتهم تلك المعروفة والمكررة مع كل بلد عربي ثائر، بهدف احتواء ما حدث في مصر، وفرض أجندة غربية لتوحيد المسار نحو الأهداف الاستعمارية الصهيونية.. وقد سمعت منهم القيادات المصرية الرئيس، ورئيس الوزراء، والسيسي، حتى يوم 7 أغسطس حين أعلنت الرئاسة المصرية فشل الدبلوماسية الخارجية في احتواء الموقف في مصر، معلنة أن لا مجال للتدخلات الأجنبية، مهاجمة ورافضة لتصريحات «ماكين »عضو الكونجرس الأمريكي، واعتبرتها خرقاء وتدخلاً في شؤون مصر.. وشددت الرئاسة المصرية أنها ماضية في تنفيذها خارطة الطريق إلى النهاية.. وبهذا نجد أن كل مساعي الغرب قد فشلت في احتواء الموقف في مصر، وتوجيهه، وفق الأجندة الأمريكية وأهداف الغرب والصهيونية في المنطقة.. وعليه فقد بدأت تنهار نتائج الربيع العربي الذي غذته القوى العربية الصهيونية على رؤوسهم، فالبداية حين تكون من مصر سوف تشمل الوطن العربي كله. رابط المقال على الفيس بوك