كانت مدينة تعز قدوة يحتذى بها في المدنية والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والهدوء والسكينة العامة، ويضرب بها المثل في السلمية والثقافة والتعامل الحضاري والقيم النبيلة، وكانت عنواناً بارزاً للعلم ومنارة للمعرفة والثقافة والأخلاق الرفيعة.. لكن حالها اليوم انقلب 180 درجة مئوية ،فمنذ العام 2011م أضحت الفوضى العارمة هي السمة البارزة فيها وأعمال البلطجة وجرائم الاختطاف والتقطع والنهب والسلب والقتل مشاهد تتكرر بصورة شبه يومية، ورغم كل الإجراءات التي تقوم بها قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ شوقي أحمد هائل لإعادة السلمية إلى تعز المحبة والسلام واستعادة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي إلا أن تلك الجهود لم تؤتِ ثمارها بسبب أن هناك قوى لاتريد أن يستتب الأمن والاستقرار في مدينة تعز بوجه خاص وعموم المحافظة بشكل عام ،فهذه القوى لديها أجندة خاصة تسعى لتحقيقها ،ولذلك فهي تقوم بوضع العراقيل والصعوبات أمام قيادة السلطة المحلية والعمل على إفشال كل الجهود الرامية للانتقال بتعز من حالة الفوضى العارمة وأعمال البلطجة وجرائم القتل والتقطع والاختطافات والنهب والسلب إلى حالة الأمن والاستقرار والتنمية والتطور والازدهار. لم نكن في السابق نسمع عن حدوث عمليات اغتيالات واختطافات وتقطع ونهب وسلب تمارس في مدينة تعز كما يحدث اليوم.. كنا نسمع عن حدوث ذلك في مناطق أخرى غير تعز ،لكننا منذ اندلاع مؤامرة الفوضى «الخلاقة» مطلع العام 2011م وبعد استباحة المليشيات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون لمدينة تعز أصبحت تلك الجرائم مشاهد تتكرر بصورة مستمرة جهار نهار وكأن مدينة تعز إحدى المناطق النائية. الخميس الماضي أقدم مسلحون خارجون عن النظام والقانون بارتكاب جريمة محاولة اغتيال الدكتور منصور الواسعي نائب عميد كلية الحقوق بجامعة تعز عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ومدير مكتبه في الشارع العام بحي وادي الدحي ،حيث أطلق مسلحان عليهما الأعيرة النارية بكثافة مما أدى إلى إصابتهما بإصابات بليغة.. وفي يوم الخميس من الأسبوع قبل الماضي قام مسلحون باختطاف رجل الأعمال السعودي يحيى هادي ناجي الزاهدي من أمام أحد الفنادق بالشارع العام في الحوبان والتوجه به إلى إحدى القرى في مديرية السلام شرعب، وقبل ذلك تم اغتيال الفنان التشكيلي الشاب محمد علي عمر الملقب ب«السلفادور» أمام منزله في حي الروضة خلال أيام عيد الفطر المبارك ..وفي أواخر شهر رمضان المنصرم تم اغتيال رجل الأعمال «الزريقي» وغيرهم كثير ممن تعرضوا للقتل والتقطع والنهب والسلب بالرغم من الإجراءات التي قامت بها اللجنة الأمنية ونشر النقاط العسكرية في مداخل مدينة تعز والعديد من أحيائها وشوارعها ،لكن ذلك لم يوقف مسلسل الاغتيالات والتقطعات والنهب والسلب التي لاتمارس تحت جنح الظلام ولكن جهار نهار وهو ما يعد تحدياً صارخاً للدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية. أجزم أن ما يحدث في تعز من حوادث إجرامية وعمل منظم لزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي يهدف إلى تقويض جهود المحافظ شوقي هائل وإفشاله ولذلك فإنه يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة والضرب بيد من حديد في حق كل الخارجين عن النظام والقانون وفرض هيبة الدولة بكل قوة دون محاباة أو استثناءات أو مهادنات، ولابد أن يكون لأبناء تعز الشرفاء دور كبير وفاعل في دعم جهود السلطة المحلية الرامية لإنهاء كافة الأعمال الخارجة عن النظام والقانون واستعادة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي لتعز السلم والثقافة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك