كان هناك أحد الحكام من ذوي العلم والمعرفة.. والسطوة على الإمام.. وذات مرة دخل على الإمام وقال له: يا مولانا أنتم بحاجة إلى التغيير والتطوير لدولتكم، وتحسين ورفع مستوى الإدارة، وتحسين ظروف الناس. فنظر إليه الإمام باستغراب وقال له: مالكم اليوم أنتم والتطوير، والتحسين!! فرد الحاكم على الإمام: يا مولاي الناس تغيروا، وتغيرت عقولهم، وأفكارهم.. وأخاف أن نفاجأ بهم وقد خرجوا علينا.. فأجابه الإمام: الناس هم الناس.. أنتم الذي تغيرتم يمكن بيؤثروا هؤلاء العصريين.. أما الناس سترى أنت أنهم مازالوا كما هم. في اليوم التالي أوعز الإمام لأحد العاملين أن يخرج ينشر إشاعة أن “شيخ الجن” فلت من عقاله، والجن فلتوا معه.. وعلى كل إنسان أن يقوم بوضع لطخة من القطران على باب بيته وكذا لطخة على جبهته لتجنب شر الجن.. إذا بالناس في اليوم التالي يقومون بقطرنة أبوابهم، وجباههم.. فاتصل بالحاكم وقال له: أرأيت الناس.. لازالوا على حالهم لم يتغيروا.. لكن يظهر أنكم أنتم الذي تغيرتم لجلوسكم مع العصريين كثيراً. أما اليوم فالكبار الذين سردوا هذه القصة.. فإنهم يقولون.. إذا كان الإمام قطرن الناس.. فالنظام الجديد الجمهوري قد جاء لنا بالديمقراطية المحلية، والنيابية، وما يتبع من ذلك من انتخابات وانشغال الناس والشعب في الصراع بينه بين.. بينما السلطة سوف تذهب إلى أولئك الذين لهفوها من الأول، ويستمرون في امتلاك السلطة والثروة والموارد، وكله بالديمقراطية مش غصب على الشعب.. لقد صارت الديمقراطية عبارة عن لعبة يتلهى بها الشعب.. بينما لصوص الثروة والموارد يتربعون على كراسي الحكم، والشعب يأكل ويشرب ديمقراطية. وحتى الآن لم يدرك الشعب أن الأهم من الديمقراطية أن أجد مسئولين يوفرون لي العدل، والكرامة، والعمل، والتعليم، والصحة، والماء، والكهرباء، والعمل على إحداث تنمية شاملة تحقق فرص عمل لمخرجات التعليم، وتؤدي إلى رفع مستوى دخل البلد، وبالتالي رفع مستوى دخل الفرد، وتحسين ورفع مستوى الخدمات المقدمة له.. ويضمنون للشعب الأمن والاستقرار الحياتي والمعيشي، والمساواة، وما شابه ذلك.. نعم إذا وجد هذا الحاكم.. ماذا تريد من الديمقراطية التي وردتها لنا الرأسمالية المتوحشة، فبعد زمن من الديمقراطية لم نجد في الحكم سوى غير المؤهلين له!! ولم تزد البلدان التي أخذت بالديمقراطية سوى تدهور، وفوضى، وخراب!!! رابط المقال على الفيس بوك