تعز تستقبل الأمطار بفرح كبير هذه الأيام، تنتعش بالغيث الذي يمثّل لها حياة سعيدة لكنها لا تستفيد من كل الأمطار النازلة على غير المدن الحضرية التي تستفيد من كل قطرة ماء نازلة؛ وهذه مسألة أخرى.. لكننا اليوم أقرب إلى النكبة الحقيقية بفعل السيول وإهمال الحكومة وعمل الفساد لا لحقه الله خير الكوارث التي أحدثتها السيول حولت المحافظة إلى منطقة منكوبة؛ لكن يبدو أنه من كثرة الحديث عن النكبة وتعز المنكوبة لم يلتفت إليها أحد باعتبارها منكوبة دائماً و(الله لا يقطع على آلف..!!). في ماوية أكثر من عشرين بئراً و«بونبه» أخذها السيل مع تخريب 15 وادياً؛ وهي كارثة كبيرة وموجعة؛ لكن الأكثر ألماً هو الغرق الحادث في قرية «الحوجلة» بعصيفرة، فقد جرف السيل أكثر من ثلاثين منزلاً، والأُسر الآن مشرّدة في العراء، هؤلاء لم يجدوا حتى عراءً مناسباً بسبب عدم حضور الدولة، وإذا حضرت تحضر حضوراً عابراً كأي مواطن غلبان و(مالوش دخل) للتغطية الإعلامية والتصوير؛ مع أن الغرق الحاصل سببه الحكومة نفسها وأطماع الفاسدين أو قل السبب المباشر الذي ضاعف الكارثة؟! ففي الأمس القريب كانت هناك (عبّارات) سيول كبيرة صنعتها الدولة أيضاً بدافع المسؤولية، وعندما دخلت المنطقة في التخطيط وشقّت الطرق وتمت (سفلتتها) تم إلغاء (العبّارات) هل يوجد عاقل دولة أو مواطن أو غير ذلك يلغي (عبّارات) السيول عند شق الطرق بدلاً من توسيعها؟!. لا تستغرب فنظرة بسيطة تبطل العجب، فيبدو أن (طهشان) الأراضي والفساد الأعمى هم وراء إلغاء (العبّارات) وفعل هذه الجريمة؛ لأنك ترى محل العبّارات وقد بيعت أراضي، وكانت العبّارات واسعة ومحترمة على قدر خطر السيول، الآن تجد بيوتاً قد شيّدت مكان العبّارات؛ وهو ما ضاعف الكارثة، والمساكين يتحملون فساد وغياب الضمير الحكومي دائماً وأبداً، اليوم والغد. الآن ماذا يمكن أن تفعله الدولة لإنقاذ هؤلاء، وماذا يمكن أن تفعله الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية؛ فهم يعيشون كارثة حقيقية, الحكومة أعطتهم فُرشاً وبطانيات ليناموا على الماء، وذهبت هي لتنام على المكيّفات، وهنا تبرز مرارة وخيبة المسؤولية التي لا تقتصر على «الفنطحة» والاستعراض وإنما على القيام بواجبها كما ينبغي عند الشدائد وليس عند الولائم..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك