هو المطر.. نعم هو من يفضح الفساد الذي يغطيه تراب الأرض وأسفلت الشوارع وما يسمونه بالعبارات والسد الذي يقينا خطر السيول، ولم نعهدها سابقاً ذات خطر! في الأمس القريب كنا نعزي تبوك، واليوم نعزي من ونترك من؟ فقد جارت السيول على كثير من مناطق السعودية، والسبب تحت مفهومهم كوارث طبيعية!! ولكنها في الحقيقة نتيجة لفساد بقي في باطن الأرض حتى أرسل الله من يستخرجه. بيشة تبكي على ما حدث فيها: انفجار سد، وقرى هناك حاصرها السيل، وأصبحوا محبوسين لا يصلهم أحد! وفي الزلفي شوارع دُمّرت، والسد لم يتحمل غزارة السيل؛ فأصبحنا نتوجس خيفة حينما نرى سماءنا تتلبد بالغيوم؛ فالدراسة تُعلَّق والشوارع مليئة بالتحذيرات. بدأت قصة المطر في جدة؛ فكانت كارثة راح ضحيتها كثير، ثم حدثت كارثة الرياض؛ فتحولت الكباري لبرك سباحة والأماكن لمستنقعات، تتجمع فيها السيارات المتعطلة! وفي تبوك بالأمس القريب، واليوم بيشة والزلفي!! هذه التي ظهرت على السطح وسمعنا بها. ولكن في الخرج أيضًا حدثت وفيات هناك بعدما حاصر السيل أهلها؛ ففُقد هناك أشخاص، بعضهم وجدوهم جثثاً، وبعضهم لم يجدوهم. في كوارث المطر لا نحتاج إلا لذمة صافية، تساهم في إيجاد طريقة لتصريف مياه الأمطار. ومضة: السيد "مطر" هو الشخص الوحيد الذي وضع لنا النقاط على الحروف المبعثرة في صفحات أصحاب الفساد.