مع هطول الأمطار بغزارة في تعز؛ تتفاقم مآسي المواطن؛ وهي كثيرة، لم يعد للزراعة مكان في القلوب ولا في الأراضي التي جرفها السيل وعوامل التعرية والهجرة إلى المدن بحثاً عن وهم أو «قرص خبز» (طابونة) بدلاً عن «فطيرة الغَرِب» ولبن الماعز والبقر، كأن السماء غاضبة علينا، فتخرج بعد الأمطار لترى الوديان المعقورة وفي المدن البيوت المطمورة والغارقة والناس المشردين؛ سترى كل شيء سوى الحكومة. فالحكومة التي تغيب في الجانب الأمني؛ بل تساعد في حماية الخارجين عن القانون وتعاملهم بمجاملة مفرطة كأنهم مبدعون ونوابغ «!!!» لن تعمل شيئاً أمام كوارث أرحم الراحمين. في كارثة سيول أمس الأول حضرت جمعية الهلال الأحمر وحضرت الدولة تتصوّر بجانب بطانيات الجمعية وفُرشها، مع الماء والسيول الغزيرة يتعرّض المواطن لخطر الجرف لكنه يبقى أيضاً عطشاناً يبحث عن قطرة ماء بعد (وايتات) الماء التي أصبح أصحابها يتحدّثون من (أنوفهم) ولا تتحدّث عن مؤسسة المياه التي يعتزم أبنا ء تعز تشييعها بدلاً من التعلُّق بمخلوق مات وشبع موتاً؛ لا يتعلق الأمر هنا بالماء الذي لا يأتي إلا في يومين كل ثلاثة أشهر؛ لكن في سؤال توزيع، وغياب العدالة، حيث مازال يُوزع على الحارات بمعيار أولاد (الأم) وأولاد (الخالة)..!!. مع الأمطار المسكوبة والسيول الكبيرة التي تُغرق المدينة؛ يتمنى الناس لو تحجز هذه المياه الغالية في حواجز لكي تعوّض شح المياه، حيث إن هذه الكميات العابرة في يوم واحد تكفي مدة عام كامل أو ستة أشهر على الأقل لو أن ثقافة حجز المياه سارية بين الناس وسياسة معمول بها في الحكومة بدلاً من الحديث عن مياه البحر و«تبليطه» كان الأجدى وضع خطة للاستفادة من مياه الأمطار، في دول ومدن متواضعة أصبحت تستفيد من مياه المجاري؛ فما بالك بالأمطار..؟! نحن المجاري تغرقنا، والسيول تغرقنا، وغباء المسؤولين وفسادهم أكثر إغراقاًًَ، عندما أرادت السلطة أن تعمل سدوداً وزّعت مشاريع السدود على المتنفّذين ورأينا سدوداً دون روافد، وبعضها كان بالنية والأوراق؛ حتى المجتمع تبلّد مع المتبلدين؛ لأن "الناس على عقول حكامهم" كما يُقال؛ وإلا فإن ثقافة السدود والحواجز المائية هي ثقافة يمنية عبر التاريخ، فلدينا تجربة مازالت في جبل صبر قائمة في «مشرعة وحدنان» مثلاً كل بيت لديه حاجز يسمّى «سقاية» بإمكان كل عمارة تُبنى في هذه المدينة العطشى والتي يمر عليها الماء وهي «غبان» أن يضعوا السد قبل العمارة؛ فبدلاً من خمسة أدوار يختصروها إلى أربعة، وبدلاً من دورين دور مع سد عريض متين سيمتلئ حتماً ويكفي الساكنين لستة أشهر حتى موسم المطر على الأقل؛ لكن فعلاً «الناس على دين ملوكهم وعلى عقولهم أيضاً» لا يمكن أن تموت مدينة من العطش وكميات المياه التي تمر عليها تكفي لأكثر من بلاد وأكثر من شعب. فواعطشى والماء من كل منهل وواسغبا والمترعات رحاب العارف بالله أحمد بن علوان [email protected] رابط المقال على الفيس بوك