الحديث عن سلبيات رافقت التغطية الإعلامية لمؤتمر الحوار الوطني لا يعني عدم وجود إيجابيات، فحدث مثل هذا لا يمكن أن يكون عابراً، دون التفاتة إعلامية تضاهي قوته السياسية، وتواكب أحداثه ومتغيراته اليومية. ورغم أن “مؤتمر الحوار الوطني الشامل” هو أطول حدث سياسي تشهده اليمن في تاريخها المعاصر، وربما أهم حدث، إذ لم يسبق أن اجتمع اليمنيون من كل الشرائح والمكوّنات في مؤتمر جامع لمناقشة كل قضاياهم تحت سقف واحد، وبرعاية ورقابة دولية وأممية، لذلك ظل الإعلام المحلي والدولي حاضراً وراصداً ومراقباً لكل فعاليات المؤتمر، من بداية التحضير إلى تسمية أعضاء المؤتمر وأمانته العامة والافتتاح وبدء المناقشة، وتوزيع الفرق الميدانية وتقديم تقاريرها إلى جلسات المؤتمر العامة. مكامن النجاح قدّم الإعلام المحلي والدولي عدداً من الإيجابيات؛ أهمها: • واكب الإعلام المحلي والدولي أحداث وفعاليات مؤتمر الحوار الوطني أولاً فأولاً، وخصص مساحة خاصة لأعمال المؤتمر، وتمكن من لفت أنظار الشارع اليمني إلى محورية الحدث وأهميته، وهذه ميزة لم تتوافر في أي حدث سياسي يمني من قبل. • هناك صحف محلية خصصت صفحات فيها لتغطية فعاليات مؤتمر الحوار الوطني كصحيفتي “الجمهورية” و“المصدر”. • أفردت القنوات الفضائية المحلية بشقيها الحكومي والأهلي مساحة واسعة من بثها للحديث عن مؤتمر الحوار، بقطع النظر عن طبيعة التناول ونوعية المادة الإعلامية، لأن ما يهم هو تحشيد الرأي العام المحلي والدولي لمساندة مؤتمر الحوار ومخرجاته. • إنشاء موقع الكتروني خاص بمؤتمر الحوار عمل إيجابي يستحق الثناء والمساندة، لأنه عمل على تعزيز الشفافية ومكاشفة المجتمع بطبيعة الحوار وما يدور في أروقته. • قدّم الموقع الإخباري الخاص بمؤتمر الحوار الوطني مادة إعلامية ثرية، مثلت مرجعية لكل وسائل الإعلام المحلية والدولية، نظراً لالتزامها بالحيادية والنأي بنفسها عن الصراعات الدائرة في قاعات وكواليس مؤتمر الحوار. • تمكن الموقع الالكتروني لمؤتمر الحوار من تقديم خدمات نوعية جديدة مثل تقديم خدمات فيديو للاعلاميين، فضلاً عن تحميل الموقع مجلد صور يومية لجلسات المؤتمر. • عمل الموقع على توفير مادة إعلامية داعمة للحوار ورفد الإعلام المحلي لاسيما الحكومي بمواد صحفية جاهزة. • تعاطت إدارة الموقع الالكتروني لمؤتمر الحوار بإيجابية مع تعليقات زوّار الموقع وقرائه، ومعرفة آرائهم فيما تنشره من تغطية إعلامية، ونشرت تعليقاتهم بما فيها تلك الناقدة بقسوة والساخرة. • فتحت إدارة الموقع الالكتروني لمؤتمر الحوار نافذةً لقياس رأي الجمهور ومدى تفاعله، وتقييمه لمستوى أداء المؤتمر. • قدّم الموقع الالكتروني لمؤتمر الحوار أخبار كل فريق على حدة، من خلال تسع نوافذ للفرق الميدانية التسع، كما قدّم تقارير أسبوعية مفصّلة عن أداء الفرق والأعضاء ونسب حضور جميع المكوّنات في مؤتمر الحوار. • قام المركز الإعلامي لمؤتمر الحوار بإنشاء حساب خاص به على مواقع التواصل الاجتماعي: تويتر وبلغ عدد متابعيه حتى مطلع يوليو الجاري أكثر من 22 ألف متابع، وعلى الفيس بوك بلغ عدد المعجبين به خلال نفس الفترة أكثر من 25 ألف شخص، وهو رقم ضئيل مقارنة ب(593.680) مستخدماً يمنياً للموقع “في حين التفاعلات اليومية لا تتعدى ال 300 شخص شاهد المنشور أو تابعه أو كتب عليه تعليقاً..!” وهذا رقم في غاية الضآلة في لغة الأرقام والحسابات والنتائج، ولعل ذلك يعود إلى الكثير من الأسباب التي من أهمها ضعف الترويج والتسويق للموقع الإلكتروني لمؤتمر الحوار” ويوجد للمؤتمر حساب على موقع يوتيوب يتم تحميله مقاطع فيديو ومقابلات خفيفة. لايزال الوقت في بداية جلسات مؤتمر الحوار النصفية الثانية، وهي الأهم، لأن مخرجاتها هي ترجمة للتقارير الميدانية المقدّمة من فرق العمل التسع، وبالتالي سيقود تعزيز نشر المعلومة الصحيحة وتلافي القصور السابق إلى خلق رقابة شعبية واسعة وخلق رأي عام قوي ومساند لمؤتمر الحوار، ما يمكّن أعضاءه من تبنّي مخرجات عامة وقرارات أكثر جدية وصرامة ينتظرها مستقبل بلد طالما عبثت به المتغيرات، وخاتلته مراكز القوى. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك