• كُنا قد استبشرنا خيراً بظهور طيران “السعيدة” كناقل جوي جديد إلى جانب “اليمنية” اعتقاداً منا أن أمراً كهذا من شأنه خلق نوع من التنافس بين الشركتين سيصبُّ في مصلحة المسافرين سواء في تخفيض أسعار التذاكر أم زيادة عدد الرحلات وتنوّع مواعيدها، لأن المعروف أن تعدُّد الجهات التي تقدّم خدمة معينة دائماً ما يصبُّ في مصلحة المستفيدين من هذه الخدمة نتيجة للتنافس بين هذه الجهات، حيث تحرص كل جهة على تقديم الخدمة الأفضل جودة والأرخص سعراً لمستخدميها. • غير أنه وبعد مرور فترة من الزمن أصبحت “اليمنية” و“السعيدة” صنواناً في كل شيء سواء؛ في تشابه الأسعار وارتفاعها، أو عدم احترام الوقت ومواعيد الرحلات التي تكاد تكون سمات رئيسة لكلا الشركتين، فأصبحت المسألة برمتها “كالمستجير من الرمضاء بالنار” وبالتالي فإن وجد تنافس بينهما إلا أنه للأسف تنافس من أجل تقديم الأسوأ وليس الأفضل كما هو حال العديد من الشركات المحلية ذات الخدمة الواحدة..!!. • فعلى سبيل المثال في كثير من المرات التي اضطررت فيها إلى استخدام طيران “السعيدة” مُجبراً لا مُخيّراً للسفر إلى صنعاء أو العودة إلى تعز لم يحدث يوماً أن التزمت “السعيدة” بمواعيد رحلاتها، ففي كل مرة كنت أواجه نفس المشكلة المتمثلة بعدم احترام مواعيد الإقلاع التي تتأخر دائماً ما بين ربع إلى ثلث ساعة؛ حتى أصبحت ماركة مسجلة ومثالاً للتندُّر بين المسافرين على رحلات “السعيدة” فهل الالتزام بالمواعيد من الصعوبة بمكان بحيث لا تستطيع “السعيدة” الإيفاء به..؟!. • ليس ذلك فقط؛ بل إن أساليب التعامل مع المسافرين تجعلك تشعر وكأنك في فرزة باصات ولست في طائرة، فمثلاً عندما يهم الركاب بالصعود إلى الطائرة سيجدون أحد المضيفين يطالبهم بالتوقف وإعطاء الأولوية في الصعود للعائلات، أو إذا ما جلست في أحد المقاعد فسيأتي المضيف أو المضيفة ليطالبك بتغيير مكان جلوسك إلى مقعد آخر تحت مبرّر أن هناك عائلات ستجلس في مقعدك، وهو ما يحدث تماماً في حافلات النقل، أقول هذا الكلام من واقع تجربة شخصية؛ حيث سبق لي أن تعرّضت لمثل هذه المواقف. • لست ضد أن يتم إعطاء العائلات الأولوية في مقاعد الطائرة، ولكن من الممكن أن يتم ذلك باتباع سلوكيات حضارية أكثر رقياً من التعامل الحاصل الشبيه تماماً بأساليب التعامل في الحافلات و“العكابر” كأن يتم تطبيق نظام الجلوس وفق رقم المقعد المحدّد في التذكرة كما هو معمول به في جميع شركات الطيران بالعالم، وساعتها يمكن أن يتم تخصيص مقاعد معيّنة للعائلات بدلاً من التعامل اللا ذوقي مع المسافرين، بالإضافة إلى أن كل مسافر يحمل تذكرة كغيره من المسافرين وبنفس السعر لا فرق بين زيد أو عمرو، ومن حقه أن يجلس في المكان الذي يريده طالما أن الشركة لا تأخذ بنظام الجلوس حسب رقم المقاعد كما هو متعارف عليه عالمياً وتعتمد العشوائية بديلاً للترتيب والتنظيم. • التعامل في الشركتين غاية في السوء، وكل واحدة منهما أسوأ من الأخرى، فلا احترام للمواعيد، ولا تعامل حضاري مع المسافرين، ولا أسعار تراعي وتلائم الحالة الاقتصادية للمواطن، وهما إنما تتنافسان من أجل استغلال العملاء وليس لمصلحتهم، وكأن هناك اتفاق ضمني بينهما لاستغلال المستفيد ومص دمه مقابل خدمات غاية في السوء والرداءة، وليس هناك ما يمنعهما من الاستغلال في ظل انعدام الضمير وغياب الوازع الديني والأخلاقي وأيضاً تقاعس الجهات الرقابية عن القيام بدورها لحماية الوطن؛ أو بالأصح تواطؤها في مثل هكذا حالات استغلالية تضر بأفراد المجتمع. • رغم كل هذه المساوئ فإن كل شركة تعلن عن نفسها بأنها الأفضل والأحسن، لكن كل ذلك ليس سوى مجرد كلام للاستهلاك الدعائي وضحك على الذقون وطُعم لاصطياد المزيد من المسافرين الذين تغريهم الدعاية المبالغ فيها، ولا يكتشفون الحقيقة إلا بعد وقوعهم في الفخ..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك