الموازنة التي اعتمدت للعام المالي بلغت في حدود ترليون ونصف ترليون، وهي قفزة كبيرة جداً إذا ما عدنا إلى الموازنات السابقة والتي لم تبلغ ترليون ونصف الترليون ريال يمني.. على أي حال الموازنات تعتمد، أو ترصد وفقاً لتوقعات الدخل من مصادر الدخل المختلفة للبلاد، بما في ذلك المساعدات، والمعونات والقروض المتوقعة... ومن المهم جداً عند وضع الموازنة وإقرارها أن يوضع بعين الاعتبار جدوى ونجاح المشاريع الاستثمارية، وإمكانياتها في تحقيق عوائد للبلاد في زمن قياسي بعد أن يتم إكمال إنجازها. على كل، إن التوجيه الذي وجه للحكومة، وأعضائها بترشيد الإنفاق والتقشف في الصرفيات، يدل إلى أن هناك تعاملاً وتصرفات فاسدة وعبثية، ولا مسؤولة وغير واضحة وبدون المرور عبر القنوات القانونية في صرف الموازنات المعتمدة للدولة... والتي يفترض أنها قد اعتمدت مبوبة ومجدولة على مدار السنة.. فكيف حصل وصول الحكومة إلى أزمة مالية؟ مع أننا ما زلنا في سبتمبر من العام المالي هذا يدعو إلى أن الحكومة ممثلة بوزارة المالية، قد تعاملت مع الموازنة، وجدولتها الزمنية مما يؤشر على فساد كبير، واختلاس مرعب للمال العام، ولميزانية الدولة.. فالحكومة الوفاقية تعتبر أن هذه الفترة الانتقالية الفرصة الأخيرة للهبر، خاصة أن الأوضاع لا تسمح بالمحاسبة والمعاقبة، والمساءلة والجزاء، لأن الأمور تسير على أسس حزبية، وليس على أسس وظيفية، قانونية، والجميع في سباق ،كل يحاول أن يهبر، لأنه يحتمل أن لا يعود إلى عضوية أي حكومة مقبلة.. وعليه يعمل على تحقيق الثراء في هذه الأيام.. أي خلال الفترة الانتقالية التي غابت فيها الحكومة وتركت الحبل على الغارب لاختلاس الأموال العامة، وتفليس الخزينة حسب وزير المالية قبل انتهاء العام المالي. إن رسو عدد من المناقصات على متعهدين ينتمون لأحزاب معينة يدل على أن الذي فلس الخزينة العامة هي تلك المناقصات التي لا تمر عبر لجنة المناقصات، وكذلك صرف مبالغ هائلة من قيمة المناقصة مقدماً للمتعهدين وبدون المرور بطرق الصرف القانونية، وحسب ما سمعنا وقرأنا أنها تتم، أي عملية الصرف، بين المالية والمتعهد مباشرة، مع أن معرفة أسماء بعض المتعهدين يظهر أنهم غير مختصين في الأعمال الموكلة إليهم، علماً بأن قيمة المناقصات مبالغ جداً فيها.. والمهم هذه مشكلة الحكومة ،وعلى الحكومة معالجتها فيما بينها دون أن يحملوا الشعب هبرهم ونهب الخزينة العامة ليفاجئوا الشعب أن الخزينة العامة أفلست!!. رابط المقال على الفيس بوك