من يصدّق أن كتاب التربية الوطنية في الصف السادس لايزال مثخناً بمفردات حرب 94م تماماً، فيما يمجّد علي عبدالله صالح وسلطة 7 يوليو بمحبة صادمة لا توصف. ! طبعة الكتاب التي أتحدث عنها طبعة 2013: عام الحوار والاعتراف بالقضية الجنوبية والاعتذار عن حرب 94م!! الغريب أن وزير التربية والتعليم نوّه في مقدمته إلى أن الكتاب في طبعته المعدلة ضمن سلسلة كتب دراسية تم تنقيحها لتجويد وتحسين الكتاب المدرسي شكلاً ومضموناً.. والأعجب أن الكتاب الذي راجعه فريق لا يحصى من الذين يصفونهم بالمتخصصين والخبراء وحملة الدال، تورد فيه بصفاقة لا مثيل لها - ضد الذاكرة وضد التاريخ وضد أبسط القيم الوطنية السوية أيضاً - عبارة أن ”الحزب الاشتراكي هو الذي هدف إلى التآمر على الوحدة، وأدى ذلك المخطط إلى إعلان الحرب والانفصال في مايو 94م” !! مع أن الجميع يعرفون أن صالح أعلن الحرب في 27 أبريل من ميدان السبعين حينها.. وتحديداً فإنه في 21 مايو جاء بيان البيض رداً على إجراءات صالح التي نسف فيها كل أمل لوحدة سليمة عادلة، بناء على وثيقة العهد والاتفاق التي نكثها كما يعرف الجميع. إن هذا الكتاب للأسف (يكاد) أن يصف صالح بآلهة الوحدة التي حققت فضيلة الحرب المجيدة طبعاً، الحرب الجليلة التي لم تنتج أي خطايا على الإطلاق، قدر ما أنتجت لنا كل هذا التطور الوطني الخلاق، إضافة إلى كل هذه السعادة الوطنية الغامرة بالذات في الجنوب! (والأرجح أن هذا ما كان ينقص ذكره في الكتاب لتكتمل بالتالي نموذجيته العجيبة)!. غير أنه الكتاب الذي لا يراعي مشاعر أبناء المحافظات الجنوبية وقضيتهم العادلة بالتأكيد، وهو كتاب يريد تجميل كل القبح الذي سببته تلك الحرب اللعينة، وقبلاً: يريد تجميل كل قبح ممارسات صالح وشركاه قبل الحرب، و التي من أبسطها الإقصاءات والاغتيالات والتكفيرات التي طالت الاشتراكي... إلخ.. بالمختصر نعتبر هذا الكتاب مجرد كتاب كارثي فاضح، ولذلك يجب أن يتم التوقف عن تدريسه فوراً وتعديل ومراجعة الفظائع التي فيه. وفي السياق بالضرورة: يجب أن تتم محاسبة كل المتورطين في إقراره للتدريس ومغالطة الأجيال الجديدة على نحو تأجيجي تأزيمي لا يحتمل على الإطلاق. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك