الطفولة المبكرة وسنوات ماقبل المدرسة هي فترة الغراس للمهارات والقيم والسلوكيات.....وانتظار التربية لبعد المدرسة معناه أن الطفل فقد فرصة كبيرة وثمينة ....في حياته التربوية .....وتعويضها أشبه بالمستحيل .... وفترة رياض الأطفال مهمة في حياة أي طفل ...لكن مع الوضع الحالي للبلد يعتبر إلحاق الأطفال بها نوعاً من الترف ..لصعوبة الوضع المادي ...ومشقة نفسية لكون الرياض الحكومية شبه المعدومة ...والأهلية ناقصة الأهلية ... دول كثيرة وجدت ان الأنفاق على الرعاية النفسية والعاطفية والفكرية في سنوات ماقبل المدرسة هو إستثمار للمستقبل عائده يفوق عائدات الثروات المعدنية ...ففي امريكا يقولون أن كل دولار ينفق على الطفولة عائده المستقبلي 11دولاراً ...ومثلهم الأوربيون ينفقوا يورو وعائدهم 7يورو... وقصة الأوربيين مع الرياض بدأت. في أوربا مطلع القرن التاسع عشر حين اتجه الرجال والنساء للعمل في المصانع وتركوا الأطفال وحدهم ,,,فتبنت الدولة مراكز رعاية لهؤلاء الأطفال,,,,وبعدها بدأت الأسر الميسورة بإلحاق أولادها بدور تربي وترعى أطفالها . وأصبحت الرياض مؤسسات حكومية وأهلية ....تدر على الاقتصاد دخلا مباشراً وغير مباشر....فهي تربى طفل اليوم ليكون عالم ومنتج الغد.... فالاستثماراً في مجال الطفولة ورعايتها يحقق للدولة ...مهمة تربية جيل متسلح بالمهارات والقدرات والمعارف خاصة لو كانت في السن المناسب وهو عمر الست سنوات أو الخمس سنوات ...أما قبل ذلك فالرعاية المبكرة للطفولة خارج المنزل وخارج رعاية الوالدين ظهر أن لها آثاراً مدمرة على نفسية الأطفال الملتحقين بالرياض بعمر مبكر ,فالموضوع متشابك وقد وصل التحذير من خطورة الإلحاق المبكر للأطفال قبل 5سنوات لكون الطفل يحتاج إلى القرب والدفء والعاطفة والاهتمام من أقرب الناس له خاصة أمه التي لا يعوض فقدان حنانها أحد.. فالأم هي محضن التربية الأول ومنبع الحنان وتعتبر رعاية الطفولة المبكرة شأناً خاصاً بالوالدين وخاصة الأم ..من حقها أن لا تسمح لأحد أن يسلبها دورها مهما كان ........... فالأم ثروة بشرية لنفسها وأولادها ومجتمعها . وقد توصل العالم الألماني (راينر بوم) مدير معهد طب الأطفال الاجتماعي في مدينة بيليفلد، إلى أن الأطفال الذين قضوا أوقاتًا طويلة في طفولتهم المبكرة في رياض الأطفال، هم الأكثر ميلاً للصراخ والاعتداء على الأثاث، والكذب ومضايقة الآخرين، والوقاحة، وعدم الانصياع لتوجيهات المعلم، حتى إذا بلغوا سن الخامسة عشرة، كانوا أكثر ميلاً لإدمان الكحول والمخدرات والتدخين واستخدام السلاح والسرقة والتخريب. أما العالمة الأمريكية أليسون جوبنيك المتخصصة في أبحاث الطفولة المبكرة، : «إن عدم تنمية قدرات الأطفال في هذا السن يشكل خسارة فادحة، فالطفل الذي لا يجد من يقرأ له، لا يتعلم حب القراءة، والطفل الذي لا يجد من يجيب على أسئلته، يتوقف عن طرح الأسئلة، والطفل الذي لا يجد من يحاوره، والرد على الحجة بالحجة، لن يتعلم فن النقاش». أما الأب الذي يرفض أن يستمع إلى طفله، ويفضل أن يتحدث مع أصدقائه في الهاتف، أو أن يشاهد التلفاز أو أن يتصفح المواقع في الإنترنت، والأب الذي يصرخ على ابنه الصغير أو يضربه، لأنه أراد أن يحظى باهتمامه، فجذبه من ثوبه، لا ينبغي أن يستغرب من الجفاء الذي ساد بينهما بعد ذلك، فكما يمكن للوالدين أن يضعا بذرة الحب بينهما وبين طفلهما منذ اللحظة الأولى للولادة، فإنهما قادران على أن يبدأ الجفاء من نفس اللحظة. وهذا يجعلنا نعود للبداية من النهاية.... إن الرعاية والحضانة المنزلية مهمة جدا في حصول الطفل على حقه الكافي من الرعاية والدفء المنزلي والاهتمام العائلي ...فكل يوم تمضيه الأم في رعاية طفلها الرعاية التربوية السليمة وتنفق بسخاء من جهدها ووقتها على طفلها ...سيثمر مستقبلا جيلاً مطمئن النفس ...سليم العواطف ... ولن يأتي ذلك إلا بقيام الدولة بالإنفاق على تأهيل الأمهات وتوعيتهم بالمهارات والعلوم التربوية . ان الاهتمام بتثقيف وتوعية الأم ببرامج تربوية وتعليمية يساهم في تنشئة الطفولة التنشئة السوية من الناحية النفسية والعاطفية والعقلية وخاصة التوعية التربوية لسن ماقبل المدرسة سيساعد في التنمية الاقتصادية مستقبلا ...فكل ريال ستصرفه الدولة على تثقيف الأم سيعود مستقبلا على البلد بأضعافه .... فمع وجود عشرات المراكز الصحية ...يمكن أن ترفد ببرامج تربوية تقدم للأم المعلومة التربوية الصحيحة ,,, ويقع على عاتق الدولة تدريب عشرات التربويات على غرار المسوقات اللائى يطرقن الأبواب لعرض منتجات الشراكات ....نريد مسوقات تربوية يطرقن البيوت يحملن التثقيف التربوي والعلمي ونكون هكذا قد جمعنا بين الحسنيين ....تربية الأبناء تربية دافئة في محضن الأسرة .ودورة اقتصادية مستقبلية. ............فلنبدأ بالحضانة المنزلية ثم حضانة الدولة كرافد أساسي لبناء وصناعة شخصية طفل ....المستقبل . رابط المقال على الفيس بوك