التطرّف ممقوت في كل أحواله.. سواء تطرّف اليمين أو اليسار، وفي كليهما سوء كبير ومخرجات أليمة يدفع ثمنها التعساء من العامة.. وقبلهم جهابذة الخداع البشري. غير أنّ زواج القاصرات لم يجد متحدثين حقيقيين له حتى اللحظة.. فالكثير من اليساريين الذين يشعلون حطب الكلام ضد هذا العداون المقيت على الصغيرات.. نجدهم بين عشيّةٍ وضحاها ينبذون فكرة الدفاع لالتقاط مصلحة أخرى كانوا يراهنون عليها ووجدوا في قضية زواج الصغيرات مدخلاً مثيراً لتصفية حساباتهم البائسة. وبالمقابل من يدعم فكرة زواج الصغيرات من اليمينيين يشتغل على المفهوم الديني القاصر لدى غالبية الشعب اليمني.. وخصوصاً كذبة وافتراء زواج الرسول الأعظم نبيّ الرحمة والهدى من طفلة صغيرة لم يثبت التأريخ المقروء أو العقل الإنسانيّ السليم مثل هذه الحادثة الشنيعة.. وهكذا ضاعت الحقوق ما بين مكايدات وملابسات لا أعتقد سننتهي منها كما يجب. وفي هذا الإطار للأسف أشعر أنّ المتربصين بالأطفال اغتصاباً وعمالة وتنكيلاً وغير ذلك.. ينشطون كثيراً في الأوقات التي يعلو فيها الصراع - الذي أعتبره سياسياً – حول زواج الصغيرات.. بينما يدفع الأطفال ثمناً باهظاً في الجانب الآخر الذي يعمل أيضاً تحت أجندة قذرة داخلية وخارجية للعبث بالأطفال. فمتى تتنبّه الجهات المسئولة عن ذلك ؟ ومتى تصحو منظمات ما يُسمّى العمل الإنساني والمهتمة بالأطفال.. وتعمل على إذكاء روح العمل التلقائيّ والشعبي للحيلولة أولاً دون وقوع كوارث لا إنسانية خارج الإطار الديني ضد الأطفال ولا أقول ثانياً ضد الكوارث في الإطار الديني وإنما متزامناً أيضاً مع ذلك .. فكلّ جريمةٍ بحقّ الأطفال لا تستوجب منّا أن نصنفها حسب ميولاتنا وهواجسنا وصراعاتنا وأيديولوجياتنا العجيبة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك