التصريح الأخير الذي أدلى به المتحدث الرسمي لدماج صعدة سرور الوادعي عن رفض أهالي دماج النصرة التي أعلنها تنظيم القاعدة عبر متحدثهم تنمّ عن شعور كبير بالمسئولية وعقلانيّة رائعة. وأعتقد أنّ أغلب اليمنيين وقفوا بقلوبهم وأشفقوا على تنظيم القاعدة من وابل عدوان الطائرات .. لكن لا أعتقد أنّ كل يمنيّ عاقل سيوافق على تدخّل تنظيم القاعدة في الصراع الدائر في صعدة لاعتباراتٍ كثيرة، ليس أولّها سوء التوقيت أو آخرها محاولة جرّ اليمن لتكون سوريا أخرى في صراع طائفيّ مرير. إنّ عدوانية الشخوص المتأسلمة أو الطوائف التي تعمل تحت يافطة الإسلام لبعضها البعض تجعل من الغالبية العظمى المحايدة والتي لا حول لها ولا قوّة أن تأخذ موقفها المضادّ أمام هذه الألاعيب القذرة الرامية لتحويل اليمن لبؤرة حرب دينية طائفيّة لن تتوقف ولن تكتفي بحروب مناطقيّة أيضاً بل ستمتدّ لتأكل ما تبقّى من أخضر الوطن وآماله العليلة. وبموقف تنظيم القاعدة من النفخ بصراع دماج.. سيفقد ما حصل عليه من تعاطف شعبيّ التفّ حوله في كوارث الطائرات .. ويؤلّب الداخل عليه قبل الخارج.. لهذا يجب على المخرج التعيس في الداخل والخارج لكلّ هذه الأوجاع أن يكتفي بما سال من دماء إلى اللحظة.. وأن يعود لرشده قبل أن يكتوي بما لم يكن بحسبانه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك