تأتي احتفالات شعبنا وقواته المسلحة والأمن بمناسبة مرور 51 عاماً من عمر الثورة اليمنية الأم في ظل المتغيرات والمستجدات -محلياً وعربياً واقليمياً ودولياً- رغم هذا وذاك الا ان سفينة الوطن بقيادة الربان الماهر الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة تبحر في وسط امواج متلاطمة، واعاصير هوجاء.. نحو شاطئ الأمان.. قياساً بالأزمة الظلامية التي كانت تعشش عليها فلول الجماعات الارهابية الفاسدة المارقة.. ومازالت -للأسف- تلك الجماعات المأزومة نفسياً مستمرةً في عملية التخريب والتدمير وتفجير انابيب النفط والغاز، وضرب ابراج الكهرباء في مأرب وشبوة.. ناسيةً أو متناسيةً ان التاريخ سيدون اعمالهم الاجرامية الشنعاء بأيديهم الملطخة بالعمالة والخيانة والغدر.. كم عانى شعبنا قديماً وحديثاً من ويلات وجور الانظمة الاسرية المستبدة الفاسدة.. وكلما اقتربت ساعة الفرج والانفراج ازدادت رعونة وتعنت تلك الجماعات المأزومة التي كانت تعيش على دماء المغلوبين والمحرومين من ابناء هذا الوطن.. هكذا هم دائماً.. لا يهدأ لهم بال.. ولا يستقر لهم حال الا ان يشاهدوا جميع ابناء الوطن يتصارعون فيما بينهم.. لأنهم ترعرعوا وتربوا على موائد اللئام.. موائد تبادل المصالح والمنافع.. وغذوا اجسامهم منها حتى طمس الله على ابصارهم وبصائرهم وقلوبهم.. لذا عليهم ان يعوا ان جميع أوراقهم قد كشفت.. وأن الأعيبهم البهلوانية قد فات أوانها.. لأن المؤسسة الدفاعية والأمنية اليوم اصبحت مؤسسة وطنية كبرى.. ولاؤها المطلق لله ثم الوطن.. الثورة.. الوحدة.. كل هذا بفضل الله ثم سياسة التحديث والتطوير والهيكلة القائمة على اسس وركائز علمية حديثة في بناء الجيوش بناءً علمياً نوعياً فريداً من حيث الجاهزية المعنوية والقتالية والعسكرية.. وعلى الذين يلعبون في الوقت الضائع عليهم ان يدركوا ان قطار الغرام قد رحل مع الزمن الماضي.. وما فات مات.. وما مات لن يعود ابداً.. عليهم ان يقرؤوا صفحات التاريخ جيداً ويفكروا بما آلت إليه القرون السابقة.. كيف سادت ثم بادت.. كيف ازدهرت ثم تلاشت؟!.. كم من دول عانقت عنان السماء.. ثم شاخت.. وكم من جبابرة حكموا بقوة الحديد والنار ثم وجدوا انفسهم وراء القضبان الحديدية والزنازين الانفرادية.. من هنا ندرك ان حجب اشعة الشمس ضرب من المستحيل.. مهما كادوا ومكروا وتفننوا في اساليبهم وطرائقها فمصيرهم مصير من سبقوهم من الطغاة والجبابرة والمستبدين الذين اندثرت اسماؤهم في مزابل التاريخ القديم.. واصبحت نسياً منسياً.. فالذين يحلمون بعودة الماضي عليهم ان يرحلوا عن ذاكرة شعوبهم قبل ان يداسوا بأقدامهم واحذيتهم.. الى هنا يكفي تراجيديا بالوطن.. ونحن نحتفي بالعيد الحادي والخمسين للثورة اليمنية الأم.. وشعبنا مازال يئن من وطأة الجور والغبن والقطرنة.. فما علينا الا ان نعيد قراءة التاريخ من جديد خاصةً تاريخ الثورات والشعوب المغلوبة على أمرها.. التي عانت كثيراً من ظلم وجور حكامها وقادتها المستبدين.. وعليها ان تعي الدرس جيداً قبل فوات الأوان.. وما عليهم الا ان يرحلوا قبل ان تلاحقهم لعنة الاجيال والتاريخ والشعوب.. احياءً وأمواتاً.. لأن الدماء لا تسقط بالتقادم.. بل تتجذر وتحيا بالتقادم.. ستظل اعمالهم الاجرامية الشنعاء وصمة عار على جباههم مدى الزمن.. ولن تغفر أسر وأهالي الشهداء مهما قدموا لهم من تعويضات أو تنازلات.. فالدماء غالية.. وثمنها أغلى من أي شيء في هذه الحياة.. مهما حاولوا تمييع أو تمويه قضية الشهداء.. فإن ارواحهم الطاهرة الزكية لهم بالمرصاد في حلهم وترحالهم.. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم.. رابط المقال على الفيس بوك