متى يكون الإنسان سادياً..؟! ومتى يكون الإنسان نرجسياً سادياً..؟! عندما يخلو قلبه من ذرة ايمان وقيم واخلاق.. ينتقل فجأة من مرحلة الانسانية الى مرحلة الحيوانية الضارية.. ومن حياة الشعور الى اللاشعور.. وهنا تبدأ حياة الصراع مع الذات.. وحياة البحث عن الامل المفقود.. وهي رحلة شاقة ومعقدة مليئة بالمعاناة والآلام النفسية.. لأنها تبدأ بمرحلة الانتقام.. والبحث عن الكنز المفقود.. وتناست تلك الفئة محاسبة اخطائها.. وما ارتكبته من جرائم شنعاء.. وممارسات انتقامية في حق أبناء شعبها بإعلامها الفاسد واقلام زبانيتها الذين قلبوا الموازين رأساً على عقب.. وزيفوا الحقائق.. وألبسوا الباطل ثوب الحق.. وضاع الوطن في زخم المهرجانات الزائفة والمؤتمرات الجوفاء.. هم اليوم يرفعون شعار الوطنية ليس حباً ووفاءً للوطن بل خوفاً من ضياع مناصبهم ومصالحهم ونفوذهم السياسي والسلطوي... هم هكذا دائماً عندما يتساقطون يهربون الى أوكارهم الظلامية باحثين عن كبيرهم الذي علمهم السحر...!! كلنا نعلم علم اليقين أن الله عز وجل خلق الانسان في أحسن تقويم، وكرمه وفضله عن سائر المخلوقات، ولكن عندما يستخدم العقل البشري استخداماً سيئاً ومشوهاً.. تسوء الحياة.. وتموت فيها كل مقومات الخير والفضائل والصلاح.. وتصبح الحياة فاقدة لكل ما هو جميل ورائع... وهنا تلوح لنا سلوكيات الانسان الضاري الذي لا يفكر إلا في إشباع نزواته وغرائزه وشهواته البهيمية...!! وهنا تنطبق عليه الآية الكريمة في قوله عز وجل «وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير»..سورة الملك- الاية «9» فالانسان السادي لا يحسن فن التعامل او الحوار مع الآخرين.. ولا يجيد فن إدارة الأزمات بل تجده دائماً يدور في فلكه المأزوم.. وأيامه الخوالي.. بين ماض ولّى واندثر.. وحاضر حافل بالمفاجآت والمحن.. لم يشرق بعد.. فيظل منكفئاً على ذاته متقوقعاً في شرنقة اللاشعور.. فاقداً لذكريات جميلة ولت.. لايستطيع ارجاعها.. او استنشاق عبيرها.. لانها ذهبت ادراج الرياح.. لذلك يوهم نفسه عبثاً بأنه قادر على إرجاع عجلة التاريخ الى الوراء.. وايقاف دوران الارض حول الشمس وتعطيل الفصول الموسمية.. والثورات الربيعية.. باختلاق القلاقل والاضطرابات والازمات.. وافتعال الفتن المذهبية والطائفية بين ابناء الوطن الواحد.. هذه النفس المريضة التي ملئت حقداً وكراهية وانتقاماً تحاول اليوم زرع الفتن والمحن وإقلاق الأمن العام والسلم الاجتماعي والقومي ناسيةً أن الزعامة والملك والجبروت والسلطان لا يدوم، وإن دام فترة فهو زائل وفان ولا يبقى إلا وجه ربك.. فالقوة مهما كانت فمآلها الضعف.. ومصيرها الفناء.. والحياة لا تدور في اتجاه واحد.. بل لها عدة اتجاهات.. ومدارات.. ومسارات... إن الحماقة اعيت من يداويها.. وإن الضراوة أشقت من يؤانسها.. لان الانسان السادي ذو سلوك نشاز.. وطبائع سيئة اقرب الى الحيوانية منها الى الانسانية... اي قلب هذا الذي يحمل بين جوانحه سموماً ناقعة لو وزعت على اهل الارض لكفتهم هلكة.. فرعون الطاغية المستبد -كما جاء في القرآن الكريم- ادعى الالوهية والربوبية والملك: قال «أنا ربكم الأعلى».. وقال في آية اخرى: «يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري».. ولكن كانت نهايته وخيمة الغرق والهلاك في اليم.. «وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون».. من هنانقول لأصحاب الزعامات الورقية.. والشعارات الجوفاء.. مهما اوتيتم من قوة وبأس ومكر ودهاء.. فلن تصلوا الى مبتغاكم.. فأخرجوا منها قبل فوات الأوان إني لكم من الناصحين، واعلموا أن الله على كل شيء قدير.. وان افلتوا من عقاب السماء فإن سفك دماء الأبرياء لا تسقط بالتقادم, ولا بإبرام المعاهدات او الاتفاقيات.. وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين..!!