تقدم العلم وتطورت التكنولوجيا وأصبحنا نقف أمام جدران مرسوم عليها علامات استفهام لأسئلة لطالما سألناها أنفسنا مرارا وتكرارا أسئلة لم نلق لها أجوبة مقنعة تبث فينا التفاؤل والأمل وتقضي على الإحباط واليأس وخيبة الأمل التي إصابتنا منذ سنين. فقد اسهم العلم في تقدم التكنولوجيا التي ساعدت في نهوض حضارات وتقدم أمم وشعوب وأصبح التطور العلمي والتكنولوجي في المجتمع الغربي بمثابة العمود الفقري الذي لا يمكن الاستغناء عنه بأي وسيلة من الوسائل وقد ساعد العلم الحديث وهذا التطور على ارتقاء بعض الدول وتقدمها ووضع بصماتها اليوم على العالم . وقد اهتمت معظم الدول بهذا التواكب العلمي والتكنولوجي من اجل الارتقاء بكيانها والدفع بعجلة تنميتها إلى الأمام وإبراز نفسها بين الدول الأخرى بالعالم. ففي التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم الذي أقيم من قبل معهد التعليم العالي التابع لجامعة شنغهاي جياوتونغ الصينية والذي صنف الجامعات وفقا لعدة معايير وهو جودة التعليم وجودة هيئة التدريس ومخرجات البحث ومؤشر الإنجاز الأكاديمي وقد احتلت الجامعات الأمريكية صدارة الترتيب كجامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا وبركلي وستانفورد وماساتشوستس للتقنية وكامبريدج وغيرها من الجامعات الأمريكية ذات المكانة العلمية العالية. أما في الجائزات العالمية فلم يكن للعرب أي حضور ففي عام 2009 كان للأمريكي اوليفرويلمسون وواليندورالستروم نصيب جائزة نوبل في علم الاقتصاد وفي عام 2010 كان بيتردايموند وديلمورتنسن والبريطاني كريستافوا بيساردس من ضمن الذين حازوا على هذه الجائزة العالمية التي رسخت المبادئ وجعلت للعلم مكانة وأهمية كبيرة بين مختلف دول العالم. فالدول الأجنبية تنفق مليارات الدولارات لتطوير ورفع سقف مستواها التعليمي فدولة إسرائيل تنفق إلى ما يقارب 1272.8 دولار سنويا للفرد الواحد وهذا ما يجعلها اليوم أكثر تطورا وتميزا في مختلف الجوانب. ودولة ماليزيا عندما اعتمدت وطورت وركزت على استراتيجيات التعليم العالي والبحث العلمي أصبحت اليوم من ضمن الدول الصناعية والمنتجة والمزدهرة في جميع المجالات . فبلادنا الحبيبة على وجه الخصوص ووطننا العربي إن لم يهتموا بهذا التواكب العلمي والتكنولوجي والذي كان بوابة دخول للعالم ومسار تحول لمعظم البلدان العربية والأجنبية فإنهم سيصبحون حينها كالزجاج الهش القابل للانكسار. وكما يقال إن وراء كل مشكلة السعي في الوصول إلى الحل وهناك العديد من الحلول والنقاط التي يجب على الجهات المختصة أخذها بعين الاعتبار للارتقاء باليمن الجديد وللوصول للعالم الذي بات شبه مظلم أمامنا وإحدى هذه النقاط أو الحلول هي معالجة المنظومة التعليمية والتركيز على تطوير استراتيجيات التعليم العالي والبحث العلمي من خلال إعادة النظر في مقررات وطرق التدريس في المدارس والجامعات الخاصة والحكومية وعمل الدورات التدريبية للاكاديميين وسرعان عقد المؤتمرات والندوات العلمية التي تعتبر جانباً مهماً في مجال التطوير وأيضا جانب مهم في مناقشة القضايا العالقة والمشتركة في التعليم بين دول المنطقة نتمنى ذلك.