هل يكفي كل هذه الأعداد من ضحايا مرض «حمى الضنك» الذين أُصيبوا به والذين فارقوا الحياة بسببه على مدى الأعوام السابقة إضافة لهذا العام الجاري ..هل يكفي ذلك كلّه لاستفزاز قيادة وأعضاء المجلس المحلي بمحافظة تعز..واستنهاضهم من سبات تطنيشهم ليجربوا – ولو مرة - المسئولية الحقيقية. قد نلتمس لهم العذر في أن هذا المرض - حمى الضنك- ربما لا يقترب من مساكنهم التي - في الغالب - ماتكون خالية من أكوام القمامة وأنهار المجاري ... حتى لو تجرّأ هذا المرض ولامس أحد أبناء أو عائلة أحد قيادات المجلس المحلي فستعلن حالة الطوارئ وحالة الإستنفار القصوى ويتم علاجه في أضخم مستشفى يوفر كل وسائل العلاج من فحوصات وأجهزة فصل الصفائح الدموية – الذي هو أهم شيء في علاج هذا المرض – حسب علمي – طبعاً هذا بالإضافة للأدوية المتوفرة وكل سبل العلاج والراحة هذا إذا لم يتم نقله للعلاج في أي دولة عربية أو أوروبية أو أي مكان في العالم ..المهم أن يقوم بالسلامة ليتفرغ أبوه لممارسة مسئوليته تجاه عائلته - عفواً – أقصد تجاه المحافظة وأبنائها لكن – وإن كان طرحي السابق من باب الغمز والسخرية - الم تُجْدِ كل الصيحات والمناشدات وأنات المرضى وشهقات المودعين للحياة عل يد هذا المجرم ليتحرك أولئك «أقصد قيادة وأعضاء المجلس المحلي».. الذين اُنتخبوا وصعدوا لتلك المناصب على أكتاف أحلام البسطاء الذين يموت أطفالهم ونساؤهم امام أعينهم لكنّ هوّة سحيقة من الفقر والبؤس والحرمان تمنعهم من إنقاذ وانتشال مرضاهم من بين أنياب هذا المرض اللعين الذي يحتمي بسياجات من انعدام الضمير والمسئولية بل والإنسانية . قد يقول قائل: إنني أبالغ في هذا الكلام لكنني أتساءل: ما معنى هذا التطنيش من قبل المسئولين في المجلس المحلي إزاء كل مايعانيه أبناء المحافظة في كل مناحي حياتهم ؟. بالله عليكم الا تستطيع قيادات المجلس المحلي والمحافظة تسجيل موقف واحد يحسب لها بإعلان حملة حقيقية بإزالة كل أكوام القمائم وكل أماكن تجمع هذا البعوض الناقل والمسبب للمرض– هذا المرض الذي اصبح ماركة مسجلة باسم محافظة تعز - والرش الشامل للمبيد المخصص لمكافحته. والأهم أو الخطوة التالية باعتماد مبنى أو جزء من أحد المستشفيات الحكومية مركزاً للعلاج من مرض حمى الضنك توفر له كافة الإمكانيات من أجهزة ومختبرات وغيرها وكافة الأدوية الخاصة بعلاج هذا المرض مجاناً لكل المواطنين ... هل يعّد هذا الأمر كثيراً على أبناء المحافظة ..وهل يمكن لهذا المواطن المغلوب على بؤسه أن يشعر –ولويوماً واحداً – أنه إنسان يعامل معاملة تحترم إنسانيته .. وهل أصبحت الهوّة سحيقة وشاسعة لهذه الدرجة بين هذا المواطن وبين هذا الشعور. وأخيراً هل قُدّر لهذه المحافظة أن تموت ظمأً ومرضا وقتلاً ..وأن تموت وهي حاملة حلمها المكسورعلى أرضية الواقع المر والتعيس الذي تعيشه هذه المحافظة المنكوبة في كل شيء وليس في الماء فقط.. شرفة : وطني غريبٌ بيننا ينسلّ ُ من أحلامنا وينام ملء جراحه وننام ملء شقا ئنا من ذا يلمّ شتاتهُ وطنٌ تعيس ٌ مثلنا رابط المقال على الفيس بوك