في مساء يوم 18 سبتمبر استوقفتني مقابلة مع« قاسم عسكر» في قناة «عدن ليف» الانفصالية.. قد يقولون لماذا أقول الانفصالية.. سوف أرد، وأسأل سؤالاً.. وبماذا تريدون أن أصفها سوى بالصفة التي أرادتها لنفسها صفة، ونهجاً..فهي تتحدث عن جنوب عربي وعن أمور رفضت من شعبنا في الجنوب.. حين وقف في وجه بريطانيا المستعمرة لجنونبا أن تقيم دولة الجنوب العربي، وإلغاء حاجة اسمها آنذاك جنوباليمن ،فخرج الشعب في كل محافظاتنا الجنوبية، يرفض المشروع البريطاني الانفصالي ويتمسكون بهويتهم اليمنية العربية، ولم يهدأ شعبنا في المحافظات الجنوبية ويتوقف عن المظاهرات والاحتجاجات إلا بعد أن اسقط المشروع الاستعماري الانفصالي ليحتفظ شعبنا في الجنوب بهويته اليمنية العربية. وأعود إلى المقابلة مع قاسم عسكر كما ذكرت في البداية .. رغم أني على ثقة أن “عسكر” يعلم ويعرف وعاش تلك الفترة التي خرج فيها شعبنا في المحافظات الجنوبية يرفض المشروع الاستعماري الانفصالي بإقامة دولة تسمى “دولة الجنوب العربي”، وتمسك الشعب بهويته اليمنية العربية ،لأنه وجد في المشروع مؤامرة لفصله وسلخه عن انتمائه وهويته اليمنية العربية، مع أننا لا ننكر أننا في اليمن« الجمهورية اليمنية» ننتمي إلى الهوية القومية العربية،لكننا لا ننكر هويتنا الوطنية اليمنية ..والذي يتنصل من هويته الوطنية من السهل عليه جداً أن يتخلى عن هويته القومية “العربية” وقد قام الشعب اليمني في الجنوب سابقاً بإسقاط المشروع الاستعماري السلاطيني الرجعي الانفصالي، ولا أعتقد أن قاسم عسكر الذي عاش تلك الأحداث عن قرب قد نسيها، فإن نسيها سنقول إنه فقد الذاكرة.. لكن إذا كان قد نسي تلك المؤامرة وكيف دافع اليمانيون في الجنوب عن يمنيتهم فإننا نقول له ارجع إلى إعلان دولة اليمنالجنوبي بعد الاستقلال ..ألم يعلن الثوار قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. حتى علي سالم البيض حين أعلن الانفصال في صيف 1994م 22 مايو قال إنه يعلن قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولم يتخل عن الهوية اليمنية.. وأنت ياسعادة السفير كنت جزءاً لا يتجزأ من هذه الأحداث والتغيرات والتي كان الثابت الوحيد فيها الهوية اليمنية، والتي لم يتخل عنها حتى الانفصاليون. المشكلة أن “قاسم عسكر” قال في المقابلة إن المحافظات الجنوبية تاريخياً لم تكن سوى الجنوب العربي.. انظروا رجل يتحدث عن أشياء عاشها وشارك فيها ومن حديثه يظهر أنه قد نسيها وتبخرت من ذاكرته.. فكيف يتجرأ ويتكلم عن تاريخ بعيد لم يعشه، ولم يكن قد خلق آنذاك.. اللهم زكينا عقولنا!!! يا أخ قاسم لنختصم لكن علينا ألا نفجر ونزيف ونكذب، ونتخلى عن هويتنا الوطنية اليمنية، لأنه من يتخلى عن هويته الوطنية سوف يتخلى غداً عن هويته القومية العربية. رابط المقال على الفيس بوك