كانت جزيرة سقطرى الاسطورية منكوبة بالتهميش .. نأمل أن تتحول الى محافظة مغناطيسية تجذب العالم إليها . وإذ تحتاج إلى جدية السعي من أجل تحويلها كذلك ، فإنها تحتاج بالمقام الأول الى هيئة رسمية لتنميتها، هيئة بلا فسدة على الاطلاق، هيئة بعقول شابة أمينة وذات طاقات وقدرات ابداعية غير بيروقراطية ترفدها تنموياً وسياحياً .. والحاصل انه يجب ان تنال مشروعات تنمية استثنائية ممتازة من المطار والرحلات المحلية والدولية المباشرة مروراً بالبنية التحتية اللازمة واللائقة وعلى رأسها الكهرباء والوقود ورصف الشوارع والتخطيط للفندقة والحد من البناء العشوائي ... الخ ، غير أنها أكثر ما تحتاج الى إبعادها عن الصراع السياسي تماماً ومثله الخطاب المشوب بالارهاب حتى لايكونا عائقاً لتميزها الثقافي والسياحي والحضاري . فيما قرار تحويلها الى محافظة قرار موضوعي واستراتيجي وصائب جراء مؤهلاتها الرائدة على أكثر من صعيد خصوصاً وهي صلة ربط اسيا وافريقيا . ثم إنها كنز طبيعي فخم من الحجر والطيور والشجر... الخ ،وهي كذلك الموطن الوحيد لأندر ما احتوته الطبيعة في العالم ، لكأنها قطعة من الجنة ، أو لكأنها القطعة التي نجت من الطوفان ، هكذا أشعر . سقطرى التنوع المناخي والنباتي والحيواني والكهوف النادرة والشواطئ الجذابة ..سقطرى الناس المسالمون الذين يحتاجون الى تعضيدهم بمستوى فائق من الامان دائماً .. سقطرى التي اعلنت دولياً ضمن المحميات الطبيعية العالمية . والمعلوم أن هذه الجزيرة الفريدة ذات التنوع البيولوجي المدهش تعطلت فيما مامضى على يد اهمالات حكومات الجنوب والوحدة حتى الآن، إلا انها ثروة قومية خلابة يندر وجودها على مستوى العالم ، بل انها الوحيدة بما تمتلكه من خصائص متفردة لاتضاهى . باختصار إننا شغوفون لرؤية سقطرى وهي تعيد الاعتبار الايجابي لهذه البلاد كما ينبغي .. وفي السياق يكفي جزيرة سقطرى ان الداخلين إليها سيكونون بسلام آمنين ..كما ان مقوماتها البيئية والعلمية التي لاتتكرر ولا تشابه تحتاج الى ادارة ذكية وبارعة ووطنية ليس إلا.. المجد لسقطرى واللعنة على من عزلنا عنها ، وعزل عنها العالم أيضاً .. سقطرى كأعجوبة اسطورية تمنح السعادة بجدارة لزوارها. [email protected]